No Script

أما بعد...

«دنو الأجل»

تصغير
تكبير

يُحكى في الاساطير العربية القديمة قصّةُ مثل «أكره من خِصلَتَيّ الضَّبع»، ويُضرَبُ هذا المثل للأمر المحسوم الحتمي الذي لا خيار فيه وقصّةُ المثل فيما يزعُمُ العربُ أن ضبعةً اصطادت ثعلباً وأرادت أن تأكله فتوسل إليها قائلاً: «مُنّي عليّ أم عامر» أي أعتقيني هذه المرة يا أم عامر وأمُّ عامر هو أحد أسماء الضّباع.

فأجابته وقالت: «يا أبا الحصين قد خيّرتُكَ بين أمرين فاختر لنفسك أيهما شئت»، فقال الثعلب: «وما هما هذين الامرين»؟، فقالت له: «إما أن آكُلَكَ يا أبا الحصين وإما ان أمَزقك»، فعلم الثعلب حينها أنه هالك لا محالة وأنه لا نجاة منها.

فإذا ما قمنا باسقاط هذه القصة الأسطورية على واقعنا السياسي اليوم نجد أن المتقمص لدور الثعلب هو مجلس الأمة الحالي الذي تجرّد أعضاؤه من مسؤولياتهم حتى قال أحدهم في قبة عبدالله السالم إن دور النوّاب انحصر بحضور الجلسات لسماع قرع مطرقة الرئيس! هم انفسهم الذين عابوا على العهد البرلماني السابق تعطيل الجلسات بحجة غياب الحكومة، نجد اليوم الشخصيات ذاتها التي عابتهم بالأمس تقوم اليوم بالفعل ذاته وتساهم في تعطيل الجلسات والتي من أسبابها تعطيل مصالح الشعب وتعطيل التشريع الذي يتطلع إليه الجمهور.

وحينما استشعروا بدنو أجلهم السياسي خرجوا من عزلتهم للناس ليس ليتعذروا للشعب بأعذار واهية أو ديبلوماسية، بل الأدهى والأمر وما زاد طينتهم بلّة انهم خرجوا للإعلام ليهددوا بالتصعيد وتأجيج الشارع في حال تم ابطال المجلس الحالي. وهو الأمر الذي لا لأحد سلطان فيه إلا أعضاء المحكمة الدستورية الذين يعتبرون شيوخ القضاة ونبراس العدالة والذين أجمعت القيادة السياسية بالبلاد والشعب الكويتي قاطبة على نزاهتهم، فإن كان الدستور في حرزٍ مكنون فبلا شك أنهم ذلك الحرز.

Twitter: @Fahad_aljabri

Email: Al-jbri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي