No Script

خواطر صعلوك

المتطوعون...!

تصغير
تكبير

على المستوى المحلي تشير الأدلة أن أول المستجيبين بعد وقوع الكوارث الطبيعة والزلازل والطوارئ المناخية هم الناجون المحليون ثم جيرانهم من رجال الإنقاذ والفرق التطوعية، ومن أجل إحراز تقدم في العمل التطوعي من أجل التنمية، أصبح من الضروري تفعيل الإستراتيجية الوطنية للعمل التطوعي في الكويت، وأصبح تعزيز ملكية العمليات الإنمائية من خلال التطوع في المجتمع المحلي أحد الطرق المهمة في إحداث تغيير إيجابي سواءً داخل المؤسسات أو خارجها.

على المستوى الوطني يصل اليوم مجموع ما يُقدم من عمل تطوعي بشكل مباشر وغير رسمي بين الأفراد خارج المنظمات والمجموعات الرسمية أكثر من 70 في المئة، وهو ما يعني الاعتراف أن العمل التطوعي يتجاوز «آلية تقديم الخدمات» وأنه في الواقع جزء منتظم من حياة الناس اليومية وسبل عيشهم، وأن ممارسات العمل التطوعي يمكن أن تشكل القضايا الاجتماعية على مستوى المجتمع والفرد وأن تتشكل من خلالها، وأصبح الادماج وتوسيع نطاق وصول الخدمات العامة إلى الأشد فقراً وتهميشاً، أحد أهم الطرق من أجل إحداث تغيير إيجابي.

بالإضافة إلى الانتشار السريع للتكنولوجيات الجديدة والاتصال وهو المثير الذي تنوعت مشاركة المتطوعين فيه على المستوى العالمي، فعبر شبكة الإنترنت التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، يتطوع نحو12.000 فرد من 187 بلداً، وفي أحد التطبيقات المتخصصة للمكفوفين يتطوع 6 ملايين شخص فيه من الوطن العربي.

ومن أجل إحداث تغيير عالمي إيجابي أصبحت ممارسات العمل التطوعي اليوم تضع في اعتبارها أهمية مشاركة المتطوع في صناعة القرار في ما يتعلق بمكان التطوع وكيفية حدوثه وسبب رغبة الأفراد للقيام به، وأصبحت الفوائد الشخصية التي تعود على المتطوع مثل التحسن الوظيفي والرفاهية والصحة العقلية، جزءاً أساسياً ومتوازياً مع الدوافع الإيثارية وروح الالتزام.

إن تشكل العالم وتعقده جعل تشكيل العمل التطوعي بالقضايا والأنماط الاجتماعية أوسع نطاقاً، وأصبح العمل التطوعي هو «الحل» والاستجابة للتحديات والمثيرات سواء على المستوى المحلي أو الوطني والعالمي، فبدءاً من حالات الطوارئ المناخية والأوبئة الصحية، مروراً بالتطورات التكنولوجية والهجرة والطبيعة المتغيرة للعمل، والأزمات الإنسانية، وانعدام المساواة والتهميش، كل تلك التحديات، كانت لها استجابات تأخذ أشكالاً متنوعة من العمل التطوعي.

إن قدرة العمل التطوعي على تحفيز التنظيم الذاتي وإنشاء وتطوير روابط بشرية هي التي تتيح له المساهمة نحو تحقيق قدرة المجتمع على الصمود، وبالتالي أصبح المتخيل الاجتماعي للتطوع أنه يضمن للفرد الطمأنينة وللمجتمع الوحدة والاستقرار... وأصبح من خلال المتطوعين يمكن إحداث تغيير إيجابي... ولمزيد من التفاصيل راجع التقرير العالمي للتطوع. وجرب عزيزي القارئ أن تتطوع بساعتين من وقتك. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwn@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي