No Script

من الخميس إلى الخميس

وطنٌ للمَجْدِ

تصغير
تكبير

اقترب عيد الوطن، فتحيّة لوطني الكويت، هو في قلبي وعقلي عنوانٌ لكل القِيَم النبيلة، إنه الوطن والملاذ والأمان.

بعد انتهاء احتلال الكويت قامت قلّةٌ من الكويتيين أصحاب الأملاك ببيع ممتلكاتهم في الكويت وتحويل أموالهم للخارج، كان هؤلاء القِلّة يعتقدون أن الكويت لن تتحمّل صدمة ما بعد الغزو والاحتلال، باعوا الوطن في أول فرصة واشتروا أملاكاً في أميركا لأنها برأيهم أكثر أمناً، ومضت السنون واهتزت أميركا بأزمة الرهن العقاري، وانخفضت قيمة أملاكهم بينما ارتفعت أسعار عقاراتهم التي باعوها في الكويت أضعافاً مُضاعفة، إنها الكويت يا سادة باقية ومباركة.

تبيع الحكومة حصصاً لها في شركات خاصة، وتُثمّن الحكومة عقاراً بمبلغ كبير فتتأزم النفوس وتتناقل الألسن عبارات الإحباط وكأن الكويت يتمُ بيعَها، تعلو هواجس القلق في نفوس الشباب، وينفُثُ المُبطِلون سموم التشكيك في مستقبل الوطن، ويتم القياس المادي لمُقَدّراتِ وطنٍ يُحبهُ أهله ويعشقون ترابَه، إنها معادلة خاسرة وقياس باطل.

الكويت باقية ما بقيت الشمس تُشرق من شرق الأرض، إنها بلدنا التي نعشق ترابها ونرضى منها بالقليل، وتحمل عنّا في صدرها أوزار الغربة، وتحمينا من حزن الضياع وقلة الحيلة وضياع الكرامة، وطني الكويت سَلِمْتَ للمَجْدِ.

يا شبابنا... آمنوا بالوطن، فهو لكم كل شيء، لا تَدَعوا أحداً مهما كان أن يُفقِدَكُم ثقتكم بالكويت، ومهما أفسد المفسدون، أو تعالى صوت المغرضين، أو ازداد عدد الظالمين فهم بالنسبة للكويت مجرد غُثاء يطفو فوق بحرها سرعان ما تتخلص منه عند أول شاطئ لتدفنه فيه.

الكويت ستبقى وستعلو، وكما خسر الرهان من باع أملاكه بعد الغزو سيخسر كل من شكّك فيها، وسيربح من آمن بها وعمل من أجلها وأخلص في عطائه لها، ستبقى بلادي درّة البلدان، وأجمل الأقطار، وسيبقى قلبي يرجف بحبها، وعيني تدمع لرؤيتها كلما احتضنتني بعد سفر وعدت بعد غُربة، إنها الكويت وطني الخالد، إنها فوق كل خلاف، وأعلى من كل هاجس، وأسمى من كل صراع.

وطني الكويت سَلِمْتَ للمَجْدِ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي