No Script

ربيع الكلمات

الكويت... تحتاج كفاءات شبابية

تصغير
تكبير

الكويت تعيش في هذه الأيام فرحة كبيرة، فرحة التحرير وذكرى الاستقلال، وهذه النعم الكثيرة التي تستحق منا كل شكر، ويجب أن نربي أبناءنا على ذلك، حتى يستشعروا حجم هذه النعم.

ورغم هذه الاحتفالات فإن تاريخ الكويت لم يكن حافلاً بالورود دوماً، فهناك العديد من المصاعب التي مرت بها وعلى مختلف العصور، ولكنها السياسة الخارجية الحصيفة المتزنة والمتوازنة هي التي صنعت وأحدثت الفارق، وعبرت بالكويت إلى بر الأمان منذ أكثر من 350 عاماً.

نعم، في المصائب والمحن والأزمات، الكل يبحث ويتحدث عن الكويت. إنه الصوت العربي الذي ينطق بكل صراحة عن المظلومين... تحركت بكل صراحة ووضوح وتحت الشمس لمناصرة القضايا العادلة مثل القضية الفلسطينية، والوقوف على مساحة واحدة أمام مختلف الفرقاء، ما جعلها وسيطاً مقبولاً حتى لدى المتخاصمين، لأنهم يعلمون بأنه لا يوجد أجندة تحت الطاولة وإنما مصلحة الجميع والبحث عن الحلول الإنسانية التي تحفظ كرامة الجميع. في السابق كانت الكويت متقدمة على مختلف الأصعدة، ولكن حالياً نشاهد صعود دول خليجية بشكل ملفت، وذلك نتيجة الاعتماد على الكفاءات الشبابية، وهذا واضح في المملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة.

وإذا أردنا أن نتقدم فيجب أن يكون هناك تغيير شامل على المستويات كافة. نحتاج تأسيس مرحلة عمل جديدة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والتوقف فوراً عن توزيع المناصب كهبات، وإنما يجب أن يتقدم لها الشاب الأكفأ، ولدينا قوانين وتشريعات ولوائح وإجراءات أظن أنها كافية لتساعد في ذلك.

ولعل الكل يشاهد هذه القفزات الاقتصادية الكبيرة الحاصلة في المملكة العربية السعودية، وفي مختلف القطاعات والصناعات، وإطلاق المشاريع أصبح بشكل شبه يومي، وهذا لم يأتِ إلا من خلال تخطيط وتشخيص سليم قبل البدء بأي مشروع.

أما الإمارات العربية المتحدة لنتعلم منها كيف ترعى وتحتضن الشركات الكبرى ورجال الأعمال من كل بقاع العالم، حتى غدت مدينة الأحلام لهم، وضمت أكبر المعارض العالمية، وقبل أيام استضافت مؤتمر القمة العالمية للحكومات والذي كان في دبي، والذي استضاف إيلون ماسك، والذي اقترح تخفيض سنوات التعليم من 12 سنة إلى 10 سنوات، وحض على مراقبة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي.

وقطر فقد خطفت كل الأضواء بتنظيمها بطولة كأس العالم، وبشهادة رئيس الفيفا جياني إنفانتينو الذي اعتبرها «النسخة الأفضل والأجمل في تاريخ كأس العالم»، فكيف ببلد بحجم قطر يحقق كل هذه الإنجازات وبفترة وجيزة، إنها الإرادة الصادقة والثقة في أعمالها، وكل ما حققته هو في الحقيقة فاق كل التوقعات وأنها قصة نهج، وهذا الإنجاز العالمي يحسب للعرب كافة وليس فقط لقطر، ومن الواضح أن قطر لديها خطط تتجاوز مناسبة كأس العالم، والذي يزور قطر يعلم ذلك من خلال المشاريع التي لا تتوقف وفي كل المجالات ومشاريع البنية التحتية من طرق ومواصلات لا تتوقف.

وفي الكويت لديّ قناعة أن هناك الكثير من الشباب والكفاءات الكويتية القادرة على إدارة مؤسسات الدولة إن أتيحت لها الفرصة، ويجب أن نتوقف عن توزيع المناصب، وعلينا أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يكون الاختيار على أساس الكفاءة والمواطنة، والدليل على نجاح الشباب الكويتي هو من يقود القطاع الخاص؟ ولماذا؟، لأنهم شباب متعلم قادر على الإدارة والتعلم وصاحب العمل حريص على الربح، إذاً، فالوطن أولى بالشباب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي