No Script

خواطر صعلوك

وحدة... وحدة... وحدة...!

تصغير
تكبير

في عام 1967م، زار الفنان فريد الأطرش الكويت، أُعجب كثيراً بالتصفيق الجماعي المعروف بالشربكة الكويتية، واعتبر فريد الأطرش في لقاء له أن الأُذن الكويتية من أرقى الآذان الموسيقية.

الأُذن الكويتية تنصت جيداً للموسيقى والرياح والموج ودبيب القوافل ونداء السلام والخطر، ويمكن لها أن تتنبأ بهبوب العاصفة قبل الطيور الجاثمة، وقبل الطيور ذات الأجنحة الذهبية.

هذه الأُذن الآن عليها أن تنصت لإيقاع الدولة واتجاه رياحها.

انجح عمل جماعي في الكويت منذ الستينيات وحتى اليوم هو «شربكة» أصحاب السمرات، والشربكة هي تصفيق جماعي كويتي حتى النخاع والرقبة، ولا يتميز به إلا أهل الكويت فقط دون العالمين، وتجد هذا النوع من التصفيق تحديداً في السمرات الطربية أكثر من الحفلات الرسمية.

إذا اجتمع ثلاثة كويتيين وصفقوا مع أغنية أو في طابور الصباح المدرسي أو في مدرجات الملاعب، فإن الطبيعة والعصافير والأجنة في بطون الحوامل تصفق معهم.

ولأن العمل الجماعي بين مؤسسات الدولة اليوم ليس على ما يرام، وانتقلنا من مرحلة «الشربكة» الناجحة إلى مرحلة «الشرباكة» الضايعة، فإننا نقترح أن نستفيد من أصحاب التصفيق الجماعي وتناغمه في الأداء، ثم نطلب منهم «دليل إجراءات» نوزعه على الإدارات والقطاعات والهيئات التي لا تعمل بتناغم وانسيابية ورشاقة، ليدربوا الموظفين ومديري الإدارات على «الصفقة» معاً، مما يطرب أذن المراجعين ومما ينعكس على أداء الخدمة وتناسقها مع نغمات الدولة ومعزوفة رؤية الكويت 2035م.

علينا أن نستفيد من تجربة أن لدينا انجح عمل جماعي منذ أكثر من 300 عام وحتى اليوم بلا انقطاع على ظهر السفن وفي ممرات الفرجان والبراحات والسمرات، وإذا كنت في سفر، وخيمت في القطب الشمالي، فيمكن أن تعرف أن من خلف الجبل الجليدي هناك هم مجموعة من الكويتيين فقط إذا «شربكوا»... فيا أصحاب الشربكة... أخرجونا من الشرباكة التي نحن فيها اليوم... ووحدوا النغمة. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي