No Script

أما بعد...

«الضرب بالميت حرام»

تصغير
تكبير

في انتخابات 2022 تصدّر المشهد الانتخابي قطبٌ عَلم ورموزٌ سياسيون يعرفهم الشعب الكويتي جيداً وقد أوكلوا إلى انفسهم آنذاك تزكية المرشحين الذين يظنون بتقديرهم أنهم جديرون بنيل ثقة الشعب وتمثيله برلمانياً، ومنحوهم في مقراتهم الانتخابية الصكوك الوطنية وشهادات الكفاءة، وان بوصولهم إلى قبة عبدالله السالم صلاح حال البلاد والعباد. وقد كان ما أرادوا، فبعد إعلان النتائج خرجت المجموعة ذاتها وأكدت للشعب الكويتي وصول الأغلبية النيابية المطلوبة وان الأيام المقبلة هي أيام بناء وازدهار وإعمار.

واليوم، وبعد أن عاش الشعب مجريات الأحداث السياسية التي مر بها مجلس الأمة من رفض لقانون اسقاط القروض... وفضيحة الرواتب الاستثنائية سواء للوزراء أو النواب... وغيرها كثير... وهنا نسأل فهل هذا ما كان ينتظره الشعب الكويتي؟ أين الاستحقاقات المزعومة؟ وأين التعهدات بإقرار كل ما ورد بالوثيقة الوطنية التي التزم بها جميع المرشحين في فترة الانتخابات؟ لن أسهب في ذكر فشل برلمان 2022، لئلا يطول بنا المقال. فهذا في رأيي برلمان بلا روح «والضرب بالميت حرام».

ولكن نعتب ونلوم على من زكّوا هؤلاء النواب وربطوا مصير البلاد بنجاحهم وصاحوا وناحوا لوصولهم. وسؤالي لهؤلاء الرموز الذين كنا ولا زلنا نظن بهم الخير أين انتم مما يحصل اليوم؟ لماذا لا يكون لكم رأي واضح ومعلن في ما يجري اليوم من احداث؟ وما سبب هذه العزلة عن المشهد السياسي اليوم؟! وأرجو ألا نكون كمن جعلوا مبدأهم مشاركين بالربح خارجين من الخسارة.

اننا نعيش اليوم في المجهول ونستعد للقفز إلى مجهولٍ آخر والبلاد داخلة لا محالة في نفق مظلم «إن لم تكن دخلت فيه أصلاً»، فلا سبيل لصلاح الحال وتصحيح المسار المنشود إلا في تضافر الجهود والتكاتف والتعاضد... فالتناحر خلف الكواليس ليس بعده مزيد من الضياع وتشتت الحال.

Twitter: @Fahad_aljabri

Email: Al-jbri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي