No Script

خواطر صعلوك

صاحي...!

تصغير
تكبير

في عام 1958م، تسللت عبر الحدود عصابة إلى الكويت، واختلط أفرادها بين الناس، ثم تزامن ذلك أن كثرت حوادث السرقة ومهاجمة المحلات العامة في الثلث الأخير من الليل وسرقة الخزائن الحديد، ورغم أن هذه السرقات تعتبر عادية في دول أخرى، إلا أنها في الكويت وقتها كانت تعتبر غريبة ومثيرة للريبة ما استدعى رجال الأمن للمتابعة بعين الحذر والاهتمام البالغ.

كانت دائرة الأمن العام والشرطة تحت قيادة الشيخ عبدالله المبارك الصباح (رحمه الله)، وقد نشطت التحريات واستعان بخبراء تحقيق الشخصية، ورُفعت بصمات الأصابع والأقدام من أماكن السرقات، ولكن لم تصل الشرطة إلى شيء.

وفي يوم من الأيام حصلت مشاجرة كبيرة قوامها أشخاص من الأجانب جاؤوا إلى دائرة الأمن يشكو بعضهم بعضاً... ومن المعروف وقتها أن الأجانب يرحلون إلى بلادهم إذا تكررت مشاجراتهم واخلالهم بالأمن، وبالفعل اتخذت دائرة الأمن الإجراءات لترحيلهم.

ولكن «شرطي» براتب 450 روبية كان يقف عند باب السجن، لاحظ ملاحظة غريبة، وهي أن المتشاجرين يتحدثون مع بعضهم بود ومحبة داخل الزنزانة، وكأنهم لم يشتكو على بعضهم بالأمس، ولا كأن مشاجرة حصلت بينهم.

ولأن هذا الشرطي مخلص لوطنه، ومحب لأهله وجيرانه والكويتيين، أبلغ هذه الملاحظة للقيادة، والتي بدورها تعاملت معها بجدية، ففتشت المتشاجرين تفتيشاً دقيقاً، فعثروا على المسروقات في طيات ملابسهم، وهي ذاتها المسروقات التي كان قد أُبلغ عنها في حوادث السطو على خزائن المحلات التجارية.

كانت القصة السابقة عزيزي القارئ، مقدمة لمقال فكرت أن أكتبه يوم الاثنين الماضي، ولكني استيقظت يوم الثلاثاء، ونسيت ما الذي كنت أريد أن أقوله تحديداً... ولكني تذكرت أن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي