No Script

كلمات

الطليعة... نهاية رجل شجاع

تصغير
تكبير

على الرغم من كل التسهيلات الممنوحة للصحافة الكويتية والمساحات الكبيرة لحرية الرأي وعدم وجود حكومات بوليسية استبدادية تقمع الحريات في الكويت إلا أن الطليعة ما استطاعت أن تؤسس لها قواعد جماهيرية مستدامة وتشكل قناعات الناس بأفكارها وأدبياتها وأطروحاتها. وكانت النهاية المأسوية لها بالتوقف عن الإصدار ثم اختتمت مسيرتها بهدم صرحها الإعلامي بإرادة ذاتية وليس بحكم قضائي أو استبدادي... هكذا كان المشهد الأخير لفصول التيار اليساري الليبرالي على الأقل في ذراعهم الصحافية الممتدة عبر 60 عاماً.

وعلى الرغم من إمكانية وقدرة رموز يسارية ليبرالية كثيرة على دعم ومواصلة استمرار هذا الصرح الإعلامي مالياً لكن تبقى القناعة الذاتية لدى الكثير منهم أن المشروع اليساري الليبرالي لا يحظى بأرضية شعبية أو أكاديمية واسعة تبقيه منافساً لخصومه التقليديين من التيارات المحافظة أو المستقلة، وكان يحاول طوال ستة عقود أن يبني هذه القواعد لكنه استسلم أخيراً للأمر الواقع مضحياً ومتنازلاً عن ذراعه الإعلامية في مشهد درامي ونهاية رجل شجاع.

خاضت الطليعة حروباً شرسة مع كل خصومها السياسيين، وجنّدت كتّابها ومحلليها وصحافييها لإيقاف تمدد التيارات الأخرى وتحديداً التيار المحافظ لكنها أخفقت، وفي المقابل كانت الغلبة في كل معاركها السياسية والنيابية وحتى الثقافية والطلابية للخصوم، ويظهر كل ذلك جلياً في لغة الصناديق ونتائج كل ممارسة انتخابية في مؤسسات الدولة.

لسنا شامتين بنهاية صرح إعلامي كالطليعة فانسحابها من المشهد الكويتي مؤلم لنا جميعاً ولأننا نؤمن بأهمية التنوع الفكري في المجتمع كما قيل «وبضدها تتميز الأشياء»، ولكن تبقى الغلبة في كل المعارك لقوة الحجة والفكرة ولثقافة المجتمع المهيمنة ثقافياً وأيديولوجياً قبلنا ذلك أو رفضنا.

meq8i173@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي