No Script

من الخميس إلى الخميس

الرفاعي والإبداع

تصغير
تكبير

نُبارك للأخ الأديب طالب الرفاعي، لتكريمه في مناسبات عدة بصفته الأدبية، كان آخرها قبل يومين حيث تم تكريمه بوسام فارس من سفيرة الجمهورية الفرنسية في الكويت، وذلك نظير ترجمة العديد من أعماله الإبداعية للغة الفرنسية.

لا شك، أن تكريم أدبائنا الكويتيين يُشعرنا جميعاً بالسعادة والفخر، السعادة تصلُنا وهي خارجة من قلب هذا الأديب الذي نال ما يستحقه للجهدين الروحي والعاطفي اللذين انتقلا عبر قلمه للإنسان في كل مكان، وأيضاً نشعرُ بالفخر، ذلك أن الأديبَ الكويتي أدرك أخيراً أنّ انطلاقه خارج المحلية الضيقة هو انتشار ليس له فقط بل لوطنه وأمته.

يقول الكاتب الانكليزي تشارلز ديكنز، والروائي الروسي فيودور دوستويفسكي، «يحمل الأدباء أينما حلّوا أسماء أوطانهم معهم، إنه فخار لنا جميعاً».

وإذا كان تميّز أي عالم أو أديب أو مفكر كويتي يشعرني بالفخار، فإن ما قاله الأخ الأديب الرفاعي حول اللغة العربية يستحق منا أن نعيده ونعلمه لأبنائنا الطلبة، قال: (وأجـدُ لزاماً عليَ أن أعترف بتقدير كبير لمن كان وراء كل نجاح وصلت إليه، وأعني بذلك اللغة العربية. فوحدها اللغة العربية، كانت ولم تزل صديقي المخلص الـــذي أمسكت بـيـده وارتـفـع بـي لـسـمـاءات عالية مـا كان يمكنني الوصول إليها من دونه).

نعم إنها اللغة العربية التي ملكت نواصي البيان؛ وتضمّنت دروب البديع؛ وشملت محاسن الألفاظ؛ واحتوت كل أبواب التعبير.

وإذا كان اليوم قام أحد أدبائنا المبدعين بالإفصاح عن فضلها فغداً لن يكون بعيداً حين نرى أطباءنا يبدعون بهذه اللغة تعليماً وتدريساً وأبحاثاً، ذاك اليوم الذي ستتغير فيه وجهة بلاد العرب من مستورد للعلوم إلى مُصدّرٍ لها، فكما حلّق الأدب باللغة سيُحلّق العلمُ بها، فهما جناحان لطائر واحد لا يعلو في السماء دونهما.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي