No Script

وجع الحروف

زلزال القرن...!

تصغير
تكبير

تابعنا زلزال القرن الذي وقع في سورية وتركيا، ومقاطع تدمي القلوب، حيث شاهدنا كيف أن مناطق قد دُمرت فيها البيوت، ولبت الكويت بتوجيهات سامية بتبرعات مالية ومواد إغاثية، إضافة إلى مساهمات الفرق التطوعية وتبرعات المواطنين لتخفيف المعاناة الإنسانية التي تعرض لها إخواننا في سورية وتركيا.

وقد تناول البعض الحديث عن الزلازل من منظور علمي، وآخرون تحدثوا مذكرين من وازع ديني لعلنا نعود إلى رشدنا.

المنظور العلمي معروفة مرجعيته وحساباته وطريقة رصد طبقات الأرض المُحدثة للزلازل، لكن ما يلفت الانتباه التفسير الديني لكثرة وقوع الزلازل والتغيرات المناخية!

يقول الله عز من قائل «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس»، وقد فسر العلماء بأن الفساد يقصد به انتشار المجاعة، فساد الأسواق، فساد الذمم، انتشار الظلم وكثرة الفتن.

ولنتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان وتظهر الفتن».

لماذا لا نتعظ ونتفهم ردة الفعل الربانية حينما يزداد الفساد ولنا في الآية الكريمة «وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون»؟

إن نعم الله علينا كثيرة وتحتاج منا الشكر والحمد والالتزام بأوامر الله ونواهيه... فهل نتعظ من الأحداث من حولنا وما حصل لأمم من قبلنا؟

كنت غنياً، متوسط الدخل، محدود الدخل أو أي تصنيف يطلق على وضعك فأنت مهما بلغت فستحاسب على كل النعم التي وهبك الله وحتى الابتلاء الذي يصيبنا ما هو إلا خير من الله.

لاحظ معي مفردات الحديث الشريف الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافاً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»... إنها وربي لعظيمة.

الشاهد، إننا أسرفنا في متابعة أطروحات السفهاء والجهلة، وحينما يحدثنا العقلاء حول حمد نعمة الأمن والأمان والعافية نجد البعض يتأفف!

أصبحت الساحة تعج بصور الظلم، ظلم لأنفسنا وظلم للآخرين والبعض يبحث عن الثراء وإن كان مصدره حراماً.

هذا هو الفساد الذي ننبه إخواننا منه، فساد الأنفس البشرية التي ابتعدت عن دين الله القويم، فكثير من أحبتنا نجدهم قريبين من الله خلال شهر رمضان الكريم، وخلال وقوع حادث أو حالة وفاة وما أن يزول الظرف تعود الأنفس لسوء أعمالها.

الزبدة:

نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية والبركة التي تعد جنداً من جنود الله... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي