No Script

قيم ومبادئ

السيد... هو الله

تصغير
تكبير

السيادة سيادتان، سيادة لا تلتقي إلّا لله جلّ وعلا، وهي السيادة المُطلقة على جميع المخلوقات «ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين»، فالخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات علويها وسفليها بأعيانها وأوصافها وأفعالها، وكذلك له الأمر على الجميع وهذا الذي أمر الله به يشمل جميع شرائعه والنبوات.

(والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) فالخلق يتضمن ما جرى به القلم من أحكامه الكونية القدرية مثل المناخ والأرزاق والليل والنهار والحروب والزلازل والأمراض، وأما الأمر فإنه يتضمن أحكامه الدينية الشرعية وما يترتب عليها من الثواب والعقاب، فتبارك الله في ذاته وصفاته وأفعاله، عظُم وتعالى وكثُر خيره وإحسانه، فتبارك في نفسه لعظمة أوصافه وكمالها، وبارك في غيره بإحلال الخير الجزيل والبر الكثير، فكل هذه الخيرات التي نعيش فيها ويعيش فيها العالم هي من آثار رحمته وجوده، كما أن كل العلوم والمعارف هي من آثار علمه الواسع، وهذا يدل ذوي العقول على أنه وحده المعبود المستحق المقصود في الحوائج كلها، وليس الأموات ولا حتى الأنبياء والأصفياء!

والسيادة الثانية، سيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، على جميع البشر يوم القيامة. (انا سيد ولد آدم يوم القيامة ولافخر). من مقتضيات العبوديه لله ان تعلم مقادير الله تعالى الكونية في تداول الأيام بين الناس ونحن نعيش وسط سيطرة المفاهيم الغربية على واقعنا السياسي والاجتماعي والثقافي فبرزت عندنا أفكار وأحزاب ونظريات جديدة، بعضها أصيل ولكنه تحور مع تحورات الزمان ومنها نظرية (السيادة) حيث انتشرت مفاهيم عدة حولها، وذلك توصلاً لبسط هيمنة القوانين الغربية مع تأصيل النزعة اللادينية لإقصاء الشريعة عن واقع الحياة، مما جعل الإعلام المسيّر يبالغ في عملية (غسيل المخ) من أجل إقرار مبدأ السيادة الشعبية لإظهار وتأكيد توافقها مع التوجهات الغربية مثل الحريات وحقوق المرأة والنسوية والشواذ والديموقراطية المغلوطة!

وعلى هذا الأساس نشأت تحالفات وتكتلات سياسية واقتصادية وثقافية أممية لجهة استمرار الدعم وسن تشريعات تستهدف العالم الإسلامي مثل تحديد النسل ومنع تعدد الزوجات، وهدم كيان الأسرة فرفعت شعارات وساندتها أنظمة وحكومات أوهمت شعوبها بأن هذا هو سبيل رخائها وعزها بملاحقة نهضة أوروبا! وبعد لأي شديد وحين من الدهر مديد.

ماذا كانت النهاية؟ إنه عار الهزيمة وذل الخيانة ومأساة التضليل وفقدان الهوية، وانهيار الاقتصاد وفساد المجتمعات، وضياع الفضيلة وإهدار القيم الأصيلة ووأد الحريات، وهو ان الخضوع والاستسلام للأجنبي!

وإن تعجب فعجب أن ترى من المسلمين مَنْ يعارض الشريعة وسيادة أحكامها حيث عارضت طائفة من الكُتّاب والنخب الفكرية والدكاترة المحترمين العقائد وأمور الغيب التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، بحجة انها تخالف العقل! فقالوا لأصحاب الشريعة لنا العقل ولكم النقل!

وجاءت طائفة أخرى عارضت الشريعة بآرائها وقياساتها، فقالت لعلماء الحديث، لكم الحديث ولنا الرأي والقياس!

وجاءتهم طائفة ثالثة كثروا سوادهم بمعارضتهم للشريعة بأذواقهم ومواجيدهم وأحلامهم، فقالوا لكم الشريعة ولنا الحقيقة!

كما زادت المعارضة بصوت رابع، وهم النخب السياسية فانضافوا للمعارضة، فقالوا أنتم أصحاب الشريعة ونحن لنا السياسة والتدبير والمفاوضات!

وجاءت الخاتمة بطائفة التأويل بالباطن، فقالوا أنتم أصحاب الظاهر ونحن أصحاب الباطن!

وإذا رجعنا الى كل طائفة من هؤلاء نجدهم في النهاية يرجعون إلى طاغوتهم الذي يعبدونه من دون الله، حيث قالوا في العقل ما لا يقتضيه النقل، وقالوا في الرأي والقياس ما لا يجيزه الحديث النبوي الشريف، وقالوا في الذوق والحقيقة ما لا تسوغه أحكام الشريعة، وقالوا في السياسة ما تُحرّمه الشريعة، وقال الآخرون في الباطن ما يكذبه الظاهر.

فباطل هذه الطوائف كلها لا زمام له ولا خطام؟ بخلاف الوحي الإلهي فإنه مضبوط مطابق لما عليه الأمر في الواقع تلقاه الصادق المصدوق من لدن حكيم عليم، وهذه هي السيادة فما لكم كيف تحكمون؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي