No Script

من الخميس إلى الخميس

حان الوقت لإيقاف الهجوم على الخليج

تصغير
تكبير

السيد محمد السنعوسي، الإعلامي الكويتي المعروف، رحمه الله، كان له لقاء قديم في صحيفة «الوطن» بتاريخ 15 أكتوبر عام 2014، ولما كان السنعوسي يحمل خبرات إعلامية طويلة فقد كنت أحرص على متابعة لقاءاته، في ذلك اللقاء كشف عن تجربته مع التلفزيون المصري، وطبعاً رجل مثل السنعوسي بخبرته الإعلامية الكبيرة لا يمكن أن يتطرق لموضوع ويُصرّح به دون أن يكون هذا الموضوع أشبه برسالة أراد تمريرها.

الموضوع باختصار هو قصة ذكرها السنعوسي لحادثة قديمة، فقد حقق برنامج «افتح يا سمسم» الذي أنتجته مؤسسة البرامج المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي نجاحاً كبيراً، ولما كان السنعوسي مسؤولاً عن تلك المؤسسة في ذلك الوقت فقد أهدی التلفزيون المصري حلقات المسلسل دون مقابل من أجل أن يستفيد منها أشقاؤنا في مصر، لكن المسلسل لم يُعرض في التلفزيون المصري وتم إخفاؤه، وبعد فترة قابل السنعوسي مسؤولة التلفزيون هناك وسألها عن سبب عدم العرض؟ يقول السنعوسي إنه دُهش من ردّها حيث قالت: هل تريد أن يقول الجمهور المصري أنكم تنتجون مسلسلات أحسن منا؟ انتهى ما قاله السنعوسي.

هذه القصة تذكّرني بمسؤول إنكليزي في حقبة الثمانينات كان لا يزال يظن أنه يعيش في بريطانيا العظمى فذهب إلى طوكيو ليأمرها بتحسين ميزان التبادل التجاري، المسؤول الإنكليزي عاد من طوكيو بمجموعة من المطالب اليابانية أُرغم علی تنفيذها منها بث المصارعة اليابانية أسبوعياً في التلفزيون الإنكليزي!

إذاً، رسالة السيد السنعوسي واضحة لجميع دول الخليج، فكثير من أشقائنا في مصر لا يعلمون عن حضارة الخليج وتقدمه، بل ربما يُنقل لهم من إعلامهم، وبالذات أفلامهم، صوراً سلبية عنا. من هنا نفهم المقال الذي كتبه رئيس تحرير إحدى الصحف المصرية، والذي أخرج ما في قلبه من حقد على الخليج واتهمهم بتلك التهم المعلبة منذ العهد الناصري. لا شك أن هذا الصحافي لا يمثل شعب مصر الشقيق الطيب، فأول من ردّ عليه كانوا من القراء المصريين والصحافيين في مصر. ولكن تبقى القضية التي طرحها السيد السنعوسي والتي كشفها لنا الصحافي المذكور قائمة أمام الإعلام الخليجي.

الحل أن يُلزَم التلفزيون المصري بنقل النشاطات الثقافية والمسلسلات الخليجية الراقية والنشاطات الرياضية الخليجية أُسوة بما تقوم به المحطات الخليجية تجاه النشاط المصري، حان الوقت لتخطّي المنع الذي يفرضه بعض المُغرضين من أجل انفتاح الشعوب العربية علی بعضها، ربما خوفاً من كشف تمصلحهم إعلامياً، كما اعترفت بذلك تلك المسؤولة.

علی قيادة الإعلام الخليجي أن تستمع إلی رسالة السيد السنعوسي وتقرأ مقال رئيس التحرير المذكور، وتقف موقفاً حازماً أمام محاولة بعض الإعلاميين المصريين حرمان شعبهم من الانفتاح علی الآخر تحت أي حجة، ويحضرني هنا ما قام به التلفزيون المصري في المقابلة التي أجراها الإعلامي الكويتي الكبير جاسم الشهاب مع الملحن المصري الكبير رياض السنباطي في حقبة الستينات حيث قام التلفزيون المصري بمنتجة المقابلة التلفزيونية، فحُذف الإعلامي الكويتي وركب بدلاً عنه إعلامي مصري ضاربين بذلك كل قواعد القيم الإعلامية عرض الحائط.

إنّ مجلس التعاون الخليجي الذي يُواجه هجمات المُغرضين من كل مكان لا بد أن يتحمّل المسؤولون عن الإعلام فيه واجباتهم من أجل نقل الصورة الحقيقية عن الخليج علی قاعدة التعامل بالمثل، حان الوقت لنعرف مكانتنا ونستوعب الدرس الياباني.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي