No Script

رأي قلمي

إثراء للحياة..!

تصغير
تكبير

إن الخوف من الاختلاف والحذر من المختلف، ربما كان نابعاً من التجارب العالمية الكثيرة والفاشلة التي أدت إلى الصراعات والنزاعات، ولا نستطيع أن نتجاهل التكاليف والآثار المترتبة على التعامل مع المغاير والجديد، حيث علينا أن نولّد طرقاً ومعايير جديدة للتعامل معه، كما أن علينا القيام بتهذيب وتشذيب لبعض أفكارنا وعاداتنا حتى نتلاءم مع المختلف. وخوف الناس من النتائج المجهولة، يجعلهم يركنون للتواصل والتعامل مع المطابق والمشابه.

إن التطابق والتشابه في الآراء والأفكار والمواقف، يشير إلى وجود أشياء سيئة، أو أنه يولّد أشياء سيئة، مثل الجمود والانغلاق في التطابق، والتكرار والاجترار في التشابه، والذي يعني نفاذ الإبداع والتجديد.

يأتي التطابق نتيجة للانغلاق الفكري والثقافي، ولاحظنا كيف تسود النمطية في البيئات المتخلفة التي تفزع وتخاف من أيّ تغيير يطرأ على طريقة أو شكل الملابس، أو العادات، بل إن البعض يرى أيّ تغيير أنه خيانة للفكر والثقافة، وإخلال لما عهدوا عن آبائهم وأجدادهم.

فلا نجعل التطابق منصة للانغلاق، عندما نطالب كل مَنْ حولنا من أبناء وأصدقاء وزملاء أن يكونوا مطابقين لنا، أو متشابهين معنا، فهذا يؤدي إلى الركود وعدم التقدم للأمام، بل ويقتل الإبداع والابتكار، دعونا نختلف حتى ننتج مزيداً من انفتاح الوعي على المغاير والمباين، الذي يتوافق مع قيمنا ومبادئنا ولا يصادمها، وفي هذا إخصاب للعقل، وإثراء للحياة.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي