No Script

سافر إلى ذاتك

ما ثمن أحلامك ؟

تصغير
تكبير

كثير منا بل غالبيتنا لديه أحلام وطموحات كثيرة ينويها ويتمناها، وأحياناً تكون هي هاجس يومه وساعاته وكل أوقاته، فمنا من يطمح أن يكمل دراسته، وآخرون يطمحون بالتدفق المالي، وغيرهم هدفهم الشهرة، ويوجد من حلمه بيت هادئ وسعيد وأبناء وحياة ميسورة، جميعنا لا نحلم الأحلام ذاتها، لذلك الحلم الذي لا يجعلك تنام هو حلمك وقصتك في الحياة، انتبه له، وخذه على محمل الجد والاجتهاد كذلك.

ولأن الأحلام كثيرة ومتنوعة ومختلفة الاتجاهات والتوجهات والوجهة أيضاً، يصبح السؤال السهل الذي تسأله هو: ما هو حلمك؟ ستكون الإجابة شافية وواضحة لعدد لا بأس به منا، وقد تكون غير واضحة ومشوشة ومبهمة لعدد لا يمكن تجاهله منا، ولكن هل سألك يوماً أحدهم هذا السؤال ما ثمن أحلامك؟ أي ماذا ستقدم لتحصل على هذا الحلم؟ مَن أنت لتكون جديراً بالحصول عليه؟ أخبرنا عن قدراتك واستعدادك الذي يؤهلك لتكون مع هذا الحلم؟

ماهو الثمن العمري؟ أي كم سنة ستحتاج لتحقيق حلمك؟ ماهو الاستعداد المادي للوصول له؟ هل نفسياً وفكرياً أنت جاهز لحلمك؟ إن فكرة أن تحلم وتعبر عن حلمك وتنتظر العشوائية تحقق هذا الحلم فكرة تكاد تكون وهمية حيث لا أحلام تبقى بعد الاستيقاظ، إنما تصنع فيه.

هل أنت جاهز لصناعة حلمك؟ هل تعرف الأدوات التي تحتاجها لتحققه؟ هل تعرف كيف تستخدم هذه الأدوات بشكل صحيح؟ مثال على ذلك، تحلم أن تصنع علامة تجارية خاصة بك أولاً ماهي العلامة؟ ولماذا هذه العلامة وما حاجة الناس لها؟ وكيف ستقدم للناس هذه الحاجة؟ ما الجديد لديك؟ وكم من الوقت تحتاج لتأسيس الحلم؟ وكم من الوقت تحتاج لعرضه وتسويقه؟ ومتى مفترض أن تجني ثمارك وأرباحك؟ وفي حال تدهور الخطة السابقة، ما البديل المناسب له؟ وكيف سيتم تشغيله؟ وكم من المال تحتاج لمدة سنتين بلا رواتب ولا مردود؟ كيف ستوازن حاجاتك مع حاجات المشروع؟ وما الاستعداد النفسي الذي تملكة لتُنجح هذا المشروع؟ أسئلة مهمة هي ثمن حلم صناعة علامة تجارية.

وكمثال حي ما فعلته الكاتبة والروائية جي كي رولينغ، التي تُعد أكثر الكتّاب نجاحاً وكتبها الأكثر مبيعاً على مر التاريخ، وأشهر ما كتبت سلسلة هاري بوتر، ثروة جي تجاوزت المليار دولار وهي الأولى تاريخياً التي تصبح مليارديرة من خلال بيع الكتب، ما الثمن الذي دفعته جي للحصول على هذا الحلم؟ أولاً الإيمان بالنفس والثقة، لأنك إن قلت لأحدهم سأصبح مليونيراً من بيع الكتب فسيضحك عليك فما بالك بملياردير؟ في الصنعة ذاتها ستكون محل سخرية وتنمر عند المحللين والاقتصاديين، ولكن بثقتها بنفسها استطاعت ذلك.

أما الثانية فلم تستسلم للفقر وعدم القدرة على إعانة الذات، بل رأت نفسها ثروة وبامكانها استغلال قدراتها، وكان الطلاق والعنف الأسري محطة انهزامية في حياتها دفعها لتكون أكثر رقة في كتاباتها وأكثر مصداقية، كما أنها أخذت من عمرها الكثير لتركز وتكتب.

وكانت أسيرة الاكتئاب في مرحلة من حياتها الذي دفعها لتخيل عالم السحر والسحرة، وتخيلت ما أرادت وطبقت الخيال على أرض الواقع وصنعت لنا العالم السحري الخاص بها، ومن أشهر مقولاتها (لسنا بحاجة إلى السحر لتغيير العالم، فنحن نحمل كل القوة التي نحتاجها داخل أنفسنا بالفعل، لدينا القدرة على التخيل بشكل أفضل).

هذا الثمن الذي دفعته جي كي، والذي دفعه الكثير أمثالها من انهزامات وصراعات نفسية واجتماعية وتحديات مادية وبشرية ونجحت لأنها ببساطة دفعت الثمن.

عزيزي القارئ،

حلمك يجب أن تدفع ثمنه بدقة وصلابة وبلا خوف ولا تردد، فهناك ثمن لكل شيء هل أنت مستعد لتدفع ثمن احلامك ؟

تمعن.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي