كلمة صدق

السويد وحرق القرآن الكريم

تصغير
تكبير

الاستفزازات المعادية للاسلام «مروعة»، والسويد «تتمتع بحرية تعبير كبيرة، لكن هذا لا يعني أن الحكومة أو أنا نفسي ندعم الآراء التي يتم التعبير عنها». هذا تعليق وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم على حرق المصحف الشريف في السويد.

يا سلام عليك أيها الوزير المحترم، تقوم حكومتكم في فترة تقل عن السنة بالترخيص للموتور الدانمركي السويدي، راسموس بالودان، بحرق القرآن الكريم وبدعم وتمويل من الصحافي السويدي تشانغ فريك، الذي غطى نفقات التظاهرة القبيحة، وتكفل بتكاليف ترخيصها من الجهات المسؤولة بالسويد، ثم تقول انه عمل استفزازي مروع وانك لا تؤيده.

حقيقة أن من يقرأ كلمات الوزير السويدي يحسب انها صادرة من سفير دولة اسلامية، وليس من وزير خارجية السويد نفسها!

صعب التخاطب مع الحكومة السويدية بلغة رقيقة عاطفية، فما هذا الاستهبال يا سويد، وما هذا النفاق الذي وصلتم اليه، وانتم تقومون بترخيص خطاب غاية في الكراهية والازدراء والاحتقار والتحريض ضد مليار ونصف مليار انسان مسلم وتسميها حرية تعبير!

هل تنوي أيها الوزير السويدي أن تعطي العالم دروساً في حرية التعبير، وحضرتكم لا تميز بين حرية التعبير وخطاب الازدراء والكراهية؟ هل انكم لا تميزون بينها أم انكم تفصلون حرية التعبير حسب مزاجكم ومصالحكم؟

الموضوع فعلاً محير، وخطاب وزير الخارجية قد يكون أكثر ترويعاً واستفزازاً للعقل من فعل راسموس بالودان. هل أثر دعم المثلية أو الشذوذ الجنسي والسلوكي على عقولكم فلم تعودوا تميزون بين السلوك الحسن والسيئ وبين الخطاب المحترم والخطاب المنحط، وبين التعبير الجريء وبين الصفاقة، هل فقدتم بوصلتكم بالأخلاق؟

هل هذه آخر منتجات السويد، التخصص بحرق القرآن الكريم؟

أين سويد التسامح وعدم الانحياز حين كان العالم في ذروة الانقسام والصراع؟ أين سويد الديبلوماسي الشهير الكوت فولك برنادوت، الذي اغتالته العصابات الصهيونية في القدس الشريف؟ أين سويد رئيس الوزراء المعروف بمواقفه الجريئة أولاف بالمه، والذي تم اغتياله ايضاً؟ أين سويد الصناعات المميزة؟ هل ترضى السويد أن تُعرض مصالحها واسمها وسمعتها وتاريخها للضرر والتشويه بسبب الحاقد راسموس بالودان؟

لا تكفي كل الإدانات التي صدرت من الدول الاسلامية، ما لم يتبعها خطوات عملية واضحة ومؤثرة ضد مصالح السويد، حتى ترتدع حكومتها في التعامل مع خطابات التحريض السافرة الصادرة من اراضيها وبترخيص منها، ضد المسلمين بإهانة أقدس مقدساتهم تحت حجة حرية التعبير.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي