أمـّـا بعد...

الجولات الثلاث...

تصغير
تكبير

في قراءة سريعة للمشهد السياسي في البلاد وتحديداً منذ يونيو 2022 وحتى يومنا هذا، نجد أن الأهداف الرئيسية تركزت في ثلاث «جولات سياسية» كانت أولاها في المطالبة بحل مجلس الأمة 2020، ورفض تكليف سمو رئيس مجلس الوزراء السابق، وعدم قبول عودة رئيس مجلس الأمة السابق، وكان ذلك تحت شعار «رحيل الرئيسين»، وقد نتج عن هذه المطالب اعتصام النواب آنذاك في مبنى مجلس الأمة والذي انتهى وفُض بإعلان الرغبة السامية بحل البرلمان والدعوة لانتخابات برلمانية مبكرّة مع إلزام الحكومة القادمة بعدم التدخل في قرارات واختيارات مجلس الأمة من انتخاب أعضاء مكتب المجلس وأعضاء لجانه.

أما الجولة الثانية فكانت في انتخابات سبتمبر 2022 حيث قامت بعض الأطراف بالعمل لضمان وصول أغلبية نيابية مريحة قادرة على الهيمنة على قرارات المجلس والتأثير في توجهاته... وتمت الانتخابات في 29 سبتمبر الماضي، وقد كان ما خُطِطَ له.

وفي ما يتعلق بالجولة الثالثة فبعد أن حُققت الأغلبية البرلمانية المطلوبة مع وجود توافق حكومي ـ نيابي، وتآلف في ما بين السلطتين (التشريعية/التنفيذية)، جاء دور فرس الرهان وخوض الجولة الثالثة والتي تتمثل في قضية «العفو» والمتعلقة بأشخاص معلومين وقد ابتدأت هذه الجولة في بداية ديسمبر 2022، والتي شابها بعض التعقيدات والاختلاف حول طرح بعض الأسماء وهي التي كانت السبب الرئيسي في اللجوء إلى التصعيد البرلماني، وطرح قضية «اسقاط القروض» من العدم... فالبرلمان خلق أزمة «اسقاط القروض» ويعلم أعضاء البرلمان الخمسون أنه لن يمر ولن يُقر ولكن بمجرد تأجيج هذه القضية الشعبية فإن حاجات الناس وحُسن نياتهم ستكون داعماً رئيسياً لزيادة الضغط... وبعد أن أقر العفو اليوم فلا خيار للمجلس إلا أن يحيل قانون «القروض» للجان لمزيد من الدراسة وإيجاد الحلول البديلة... وكأن لسان حال القانون يقول لأصحابِه (حاول تفتكرني).

وفيما أظن وأقدّر أن الجولة السياسية الرابعة ستكون «قطار التعيينات»... فمن له بُعدٌ سياسي يرى من الضروري استغلال المناصب القيادية الشاغرة وتسكينها بمن يراه مناسباً... فلا إدارة بلا مفاصل قوية.

Twitter: @Fahad_aljabri

Email: Al-jbri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي