حديث القلم
ما الذي يريده الشعب؟
كنت كغيري من أبناء هذا الشعب، أمني نفسي بأن تكون مخرجات المجلس الحالي أكثر فاعلية في خدمة القضايا الشعبية الكبرى والملحة، وما زال بداخلي شيء من الأمل رغم قسوة وبشاعة المعطيات على اختلافها، إلا أن ما سأقوله يمكن اعتباره نقداً من محب.
إخواني وأخواتي نواب الأمة الكرام... الشعب الكويتي ينتظر منكم الكثير، فلا تتصادموا مع الحكومة في قضايا أنا أعلم وأنتم تعلمون أن حلولها صعبة وقد لا تقبل المساومات كغيرها من القضايا التي تصغرها حجماً وأثراً، ونحن إلى اليوم لا تزال مطالبنا معلقة، ولاتزال القضايا التي كان معظمكم يستخدمها كمادة إعلامية أثناء حملاتكم الانتخابية معلقة ولم تجد طريقها إلى الحل.
رتبوا أولوياتكم جيداً أرجوكم، وشاهدوا من حولكم دولاً شقيقة كيف حققت قفزات حضارية عملاقة، وهذا الحديث لستم وحدكم المعنيون به، بل إن الحكومة شريك أساسي معكم، وأعمالكم إلى جانبهم يكمل بعضها بعضاً. فنحن ننشد التطوير الشامل والعودة من جديد ليس للتفوق على أحد، بل إننا نطمح لمجاراة أشقائنا على أقل تقدير.
كم مواطناً كويتياً سيسعد لو كانت هناك مشاريع بمشاركتكم مع الحكومة لإنشاء مستشفى جديد في كل محافظة، و كم مواطناً كويتياً سيتفاءل حينما يتم التعاون في ما بينكم لمحاسبة كل فاسد حساباً علنياً أمام الشعب، و كم سيسعد شباب الكويت لو كان هناك إصلاح شامل للقطاع الرياضي الذي يفترض أن يحتضنهم ويحتضن مواهبهم، و كم مواطناً كويتياً سيفرح بتعديل سلم الرواتب وعلاجه علاجاً جذرياً شاملاً، وكم سنسعد لو تكون هناك محاسبة فعلية لمقاولي الطرق الذين حولوا شوارعنا وطرقاتنا إلى أبشع وأسوأ شوارع في منطقة الخليج، وغيرها الكثير والكثير من الأمور التي نرددها في كل مجلس وفي كل ديوان وفي كل تجمع وفي كل ندوة؟.
أرجوكم لا تفقدونا ما تبقى لدينا من أمل في الإصلاح الشامل وتعديل المسار، اسعوا في هذه القضايا وستجدون الجميع داعمين لكم ويقفون خلفكم، ابعدوا القضايا الشائكة التي لا يأتي من ورائها أي تطوير شامل للدولة.
والله إنها لنصيحة محب... ودمتم.
** وخزة القلم:
المسؤول حينما يسرق وطنه هو فاسد، والمواطن الذي يحصل على راتب شهري ولا يعمل فعلياً سوى بضعة أيام من كل شهر هو فاسد أيضاً، وحتى نتطور يجب تطبيق القانون على الاثنين معاً!
