No Script

كلمة صدق

بانشي

تصغير
تكبير

جميل أن ترى الناس في تآلف اجتماعي عبر عقود عديدة مرّت، وهم يخرجون في مخيمات التنزه الربيعية، يروّحون فيها عن أنفسهم في أجواء البر الهادئ بعيداً عن صخب المدينة وكسراً لنمط الحياة اليومي.

جميل أن ترى المواطنين يخرجون في تقليد اجتماعي للتنزه في البر يتركون راحة البيوت الفارهة وينامون في الخيام، مستخدمين الوسائل البدائية للطهي والتدفئة من أخشاب ومن فحم حجري، ولا وجود هناك للشرطة ولا لرجال أمن ولا تنظيم، ما ينظمهم هو ثقافة اجتماعية عالية مبنية على احترام الآخرين.

لكن، في العقدين الأخيرين ازدادت وانتشرت عربات وقود ودراجات مختلفة الأشكال والأحجام والسرعات، شيء بأربع عجلات وآخر بثلاث عجلات، بعضها متوسط السرعة وبعضها سريع جداً، لكنها تجتمع بعنصر الضوضاء العالية التي تصدر من محركاتها وعوادمها.

هذه المركبات أو الدراجات أصبحت آفة موسم البر وغصة التخييم، هذه المركبات تحرث الأرض باطاراتها العريضة، وتحوم حول المخيمات بلا حسيب ولا رقيب من الصبح حتى مطلع الفجر. ليس على سائقي هذه المركبات سلطان من الأهل ولا مانع من هيئات البيئة ولا رادع من وزارة داخلية ولا ادارة مرور.

لا نبتة في الأرض تسلم منها، لا مكان تزهر فيه وردة النوير، اختفى الأخضر والأصفر من البر، تشردت الطيور والزواحف المستوطنة، وارتعبت الطيور المهاجرة.

من قال إن دور إدارة المرور فقط في الشوارع، تخالف من لا يتقيد بحزام الأمان في السيارات، ومن لا يتقيد بلباس الخوذة في الدراجات النارية، أليس ذلك لحفظ سلامة الناس، وحفظ سلامة الناس في البر، ماذا عنها اذا تعلق الأمر بمركبات وقود سريعة، أليس من المفروض ان يكون هناك دور للداخلية فيها؟

على الأقل يجب أن يكون هناك ضوابط في استخدام هذه المركبات، بأن يكون هناك حارات مخصصة لها، حتى لا تتلف البر الصغير نسبياً في الكويت، وأن يكون هناك شروط لسن مستخدميها، فلا يعقل أن طفل أو صبي صغير أو طفلة يقودون هذه المركبات السريعة، وأرقام الحوادث من وفيات وإصابات وعاهات تشهد بها المستشفيات بالكويت، وهي النسبة الأعلى عالمياً بمثل هذه المركبات.

وكذلك ليس من المعقول أن يكون وقت استخدامها وعرضها للأجرة على مدار الساعة، فيجب أن يكون هناك أوقات محدّدة لاستخدامها، حتى لا تقض مضاجع مريدي الراحة والاستجمام من مرتادي البر.

لقد آن الأوان لكل جهة مسؤولة أن تضع حداً لعبث هذه المركبات، على الإدارات المهتمة بالبيئة أن توقف عجلات هذه الآليات من تدمير التربة والبيئة في بر الكويت، وآن الأوان لوزارة الداخلية ممثلة بأجهزتها وعلى رأسها إدارة المرور، أن تحافظ على راحة الناس وسلامة الجميع من الفلتان في استخدام هذه العجلات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي