No Script

مرئيات

أزمة الانسحاب... والخيارات المطروحة

تصغير
تكبير

بعد جلسة مجلس الأمة في تاريخ 10 /1، وما صاحبها من أحداث أدت إلى انسحاب الحكومة من الجلسة وعدم حضورها جلسة اليوم التالي. السؤال ما هي الخيارات المطروحة أمام الحكومة وما هو أقلها تكلفة سياسية عليها؟

السيناريو المتوقّع حسب القراءة الأولية للأحداث هو كالتالي؛ محاولة إقناع النواب برد قانون القروض إلى اللجنة المالية حتى تستمر الحكومة بالتعاون وحضور الجلسات، وهذا أعتقد شبه مستحيل لأن قضية القروض قضية شعبية من الدرجة الأولى ولا أعتقد أن أحداً من الأعضاء يتجرأ ويقف مثل هذا الموقف، والدليل كان هناك مجموعة من النواب على تنسيق مع الحكومة قبل الجلسة لمحاولة رد القانون، ولكن نتيجة للضغط الشعبي لم يستطيعوا تكملة التنسيق، وأصبحوا يهدّدون ويتوعّدون الحكومة في حركات مكشوفة للشعب الكويتي.

السيناريو الثاني، هو استقالة الحكومة وتشكيل حكومة برئيسها نفسه، وهذا الخيار لن يغير من المشهد شيئاً.

الخيار الثالث، هو استقالة الحكومة والاتيان برئيس وزراء جديد، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه، مَن هو رئيس الوزراء الجديد الذي يأتي ومعه العصا السحرية لفك طلاسم هذه الخلافات وهذه النزاعات.

الخيار الرابع، هو حل مجلس الأمة حلاً دستورياً وهذا الخيار مرهق للنواب ولا يحبذونه، ومرهق للشعب الكويتي كذلك، وأعتقد أن النواب سوف يحاولون لأقصى مدى حتى يتجنّبوا هذا الخيار.

الخيار الأخير، هو تعليق بعض مواد الدستور وحل المجلس حلاً غير دستوري وهذا تكلفته السياسية عالية جداً، إذ لا الوضع الإقليمي ولا المحلي مهيأ لمثل هذا الخيار.

ولكن ماذا عن خيار قد يكون هو الأنسب مما سبق جميعاً، وهو خيار حل مشاكل المواطنين وتحقيق رغباتهم وتحسين مستوى معيشتهم، ما هي الصعوبة في ذلك؟ ما هي المعجزة في إيجاد حل لقضية القروض؟ ما هو الشيء المستحيل الذي لا تستطيع الحكومة عمله حتى تحسن من المستوى المعيشي لمواطنيها؟

أعتقد أن هذا هو أفضل وأسهل الخيارات المطروحة إذ انه لا يحمل أي كُلفة سياسية عالية ويرضي المواطنين ويزيد شعبية الحكومة ورصيدها.

أمّا أن تستمر الحكومة في رفض إسقاط القروض وعدم زيادة رواتب المواطنين وتزيد رواتب وزرائها فهذا غير مقبول.

الشعب يطالب بحل المشكلة الإسكانية، الحكومة تتبرّع لبناء مساكن لدولة أخرى، الشعب يطالب بتحسين مستوى الطرق، الحكومة تتبرع للدول الخارجية لتحسين طرقها.

سمو رئيس مجلس الوزراء... رسالة مُحب ومُخلص للبلد وللنظام... لا تساوموا على شعبكم ولا تضعوا أولوياته في ذيل القائمة، أفضل وأنجح صفقة هي الصفقة التي مع شعبكم، كل الصفقات مع التجار أو المتنفذين أو الكتل السياسية هي فاشلة، ولن توصّلكم إلى أي نتيجة، ضعوا أيديكم بأيدي شعبكم ولبّوا طموحاته وحقّقوا أمانيه، عندها سوف يسير المركب ويصل إلى برّ الأمان.

اللهمّ هل بلّغت اللهمّ فاشهد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي