No Script

بوضوح

الاعتدال السياسي في الكويت

تصغير
تكبير

أفضل ما يُميّز الكويت، ويجعلها محط تقدير واحترام السياسيين والديبلوماسيين وزعماء الدول، تلك السياسة المعتدلة، التي تتبعها على المستوى الخارجي، والتي تتعلّق بالتعامل مع الأمور بهدوء وروية، مع البعد عن التصعيد، وفي الوقت نفسه التعامل بحزم وعدم التردد في اتخاذ أيّ إجراء يصبّ في مصلحة البلد، ويدافع عن هويتها ومكانتها المرموقة، إضافة إلى إدارة الأزمات والمشاكل بحكمة، وعدم إقحام الوطن في قضايا ربما تتعارض مع مصالحه الخارجية.

هذا في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية للكويت، التي أثبتت نجاحها بكل المقاييس... ولكن ماذا عن السياسة الداخلية؟

سأقول -بعيداً عن التطرّق لما استجد من أحداث تتعلق بمجلسي الوزراء والبرلمان- إننا في الكويت نحتاج إلى سياسة معتدلة سواء في الداخل أو الخارج، بعيدة عن التصعيد والتمسك بالرأي، سياسة تؤمن بالاستماع إلى وجهات النظر مهما كانت درجات اختلافها.

حيث إننا في بلد حرص الأولون فيه على أن تكون سياسته معتدلة، لا تميل إلى التهوين ولا إلى التهويل، بل هي وسط بين هذا وذاك، وهذا الأمر ساعد الأجداد ومن بعدهم الأبناء وصولاً إلى الأحفاد الذين نمثلهم نحن، في أن يعمّ الحب والتسامح بين مختلف شرائح المجتمع، وأصبح الهدوء في اتخاذ القرارات السياسية (خارجياً وداخلياً)، والتروي والتفكير قبل أي خطوة نحو الأهداف المحددة، هي السمات التي ميّزت الكويت، وأعطتها الريادة في المحافل الدولية، وساعدت في أن تكون لها مكانتها البارزة وكلمتها المهمة المسموعة، على المستوى الخليجي والعربي والعالمي.

إننا لن نتحدث عن أوجه الاختلاف -وليس الخلاف- بين المجلسين (التشريعي والتنفيذي)، لأنه اختلاف وارد، بل إنه صحي يجب أن ينشأ، حيث إن هناك جهة تشريعية ورقابية يمثلها مجلس الأمة، وجهة تنفيذية يقوم على عواتقها مسؤولية تطوير البلد والنهوض به، وتمثلها الحكومة بوزرائها، وكلتا الجهتان لا غنى لإحداهما عن الأخرى، فهما تكملان بعضهما البعض.

فالاختلاف في وجهات النظر، وتداول الآراء، وبحثها... كل ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى رأي واحد مشترك، سيفيد كل المجتمع الكويتي، وسيساهم في تعزيز مفاصل الدولة وتسريع عجلة تطورها.

إن حديثنا يتلخص في دعوة أعضاء مجلس الأمة والحكومة الموقرين، إلى أن تؤدي تداولاتهم ونقاشاتهم إلى ما هو خير لبلدنا الحبيب، والابتعاد عن موضوع التمسك بالرأي، أو المضي في طريق التصعيد، حيث إن ذلك لن يؤدي إلى ما نحب، ولن يفيد المواطنين الذين ينتظرون من المجلس والحكومة، حلاً لقضاياهم الملحة، وتحقيقاً لأحلامهم وأمانيهم.

هذه كلمات أردنا أن نبوح بها، ولا رغبة لدينا في قول أكثر من ذلك، حيث إن بلدنا الكويت تستحق منا البذل والعطاء، والتمسك بمستوى الرقي الذي وصل إليه، فنحمد الله أن الكويت مثال للسلام والحكمة على كل مستوياتها.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وكل أهلها الطيبين، وكل مَنْ يُقيم على أرضها من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي