ربيع الكلمات

رشوة الناخب... من جيب الدولة!

تصغير
تكبير

الكل يريد لبلده أن يكون في مصاف الدولة المتقدمة على الأقل خليجياً، حيث نشاهد ونسمع عن مشاريع دول الجوار مثلاً المملكة العربية السعودية، وانطلاقتها الاقتصادية على الأصعدة كافة، أو الإمارات العربية المتحدة والنهضة فيها، وقطر التي استضافت بطولة كأس العالم، ثم نشاهد وضعنا نشعر بالحزن لما وصلت إليه الكويت، في حين أن الآخرين يذهبون للمستقبل بكل اقتدار ونحن نعود للخلف في مختلف المجالات.

ولكن المشكلة الأكبر في نظري أننا لا نعرف إلى أين نتجه، فغالبية المؤسسات والوزارات تعاني من فراغ منذ سنوات، وعدد الشواغر الموجودة يصعب إيجاد الوكلاء والوكلاء المساعدين نتيجة كثرتها، وهذا الأمر حرم الكويت من التقدم والتطور في مختلف القطاعات، علاوة على عدم وجود رؤية واضحة.

نحن أمام مأزق حقيقي، وفي قادم الأيام سنشاهد هجرة الشباب الكويتي لدول الجوار للعمل والبحث عن العيشة الكريمة، وأعدادهم في تزايد مستمر، وبعضهم تخرّج من أعرق الجامعات في العالم ويمتلك مشروعه، خاصة وهو يشاهد التضحية التي تتم على الشركات الكبيرة.

لنفكر بعقلية من ينظر إلى الشباب القادمين إلى سوق العمل خلال خمس سنوات مقبلة، هل سيقر الاتجاه الحكومي نحو القرارات الشعبوية، التي تؤدي إلى أزمات اقتصادية على حساب الاستدامة، انتهينا من تأجيل أقساط القروض، ثم جاءت بدعة بيع الإجازات، ومكافأة الصفوف الأمامية لغير الأطباء والعاملين في المجال الصحي، نعم حققت الحكومة انتصاراً وقتياً على حساب اقتصاد الوطن ومستقبل الشباب القادم إلى سوق العمل والأجيال القادمة، ومشهد الزيادات التي تمت في 2012 يشبه ما حدث اليوم خاصة بعد نزول أسعار النفط.

ما يحدث هو رشوة الناخب من جيب الدولة، وبعضهم يعلم أن المطالب غير منطقية وصعب تطبيقها، وبدل المطالب بهذه الطلبات غير المجدية لماذا لا تتم على القضايا الأكثر أهمية مثل الصحة والتعليم وإنشاء شركات حكومية وإشراك المواطنين فيها.

شخص بكامل قواه العقلية والأهلية قام بأخذ قرض، لماذا نطالب اليوم بإسقاط القرض عنه، وإذا كان هناك 2 في المئة متعثرين حسب إفادة البنك المركزي فلماذا ندخل الجميع بدل حل مشكلة المتعثرين؟

ويقول جاسم السعدون في تقرير «الشال»: «مشكلة الكويت لم تكن في يوم من الأيام قصوراً في الرؤى أو ندرة في الموارد، وهي رغم كل ما حدث لها من تخلف، فلا تزال تملك كليهما، المشكلة دائماً كانت في فهم تلك الرؤى وإدارة ما لديها من موارد. وما لم نعِ مكمن المشكلة والكويت على مفترق طرق، فقد يأتي الزمن الذي لا تنفع معه رؤية أو موارد، فالضرر الناتج عن النهج الحالي لا يقتصر على تآكل الموارد المالية، وإنما ذلك الحال البائس لرأس المال البشري، المتأخر تعليماً وإنتاجاً».

كرة الثلج بدأت تكبر أكثر فأكثر، وتأجيل حل المشاكل سيزيد من تعقيدها وتفاقمها، وقد تكون الحلول في قادم الأيام صعبة، نتيجة قلة الموارد وارتفاع الكلفة أكثر، والنتيجة ستكون على حساب المواطن ورفاهيته.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي