No Script

إطلالة

كيفن مكارثي... رئيساً لمجلس النواب الأميركي

تصغير
تكبير

قبل أيام قليلة انتخب مجلس النواب الأميركي النائب الجمهوري كيفن مكارثي، النائب عن ولاية كاليفورنيا، ليكون رئيساً لمجلس النواب بعد حدوث حالة من الفوضى وحالة من الاختلافات النيابية في صفوف الحزب الجمهوري، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة انتخاب سدة الرئاسة، رغم أن الحزب الجمهوري يفترض أن يكون هو الحزب المسيطر على مجريات الأمور بعد انتزاعه بفارق ضئيل السيطرة على مجلس الشيوخ ليصبح عدد المقاعد التي حصل عليها الجمهوريون نحو 218 مقابل 211 للحزب الديموقراطي، ما يعني أن الحزب الجمهوري حسم غالبية مقاعد المجلس، وبالتالي سيظل مجلس النواب «الجمهوري» لديه القدرة على خلق حواجز اعتراضية أمام الحزب الديموقراطي المنافس في أي وقت قد تصل إلى إخراج جدول الأعمال التشريعي للرئيس جو بايدن عن مساره الطبيعي، فكيف الحال سيكون بعد انتخاب كيفن مكارثي إلى سدة رئاسة المجلس؟!

لقد هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس البرلمان مكارثي، ونظرته كلها عَتب، داعياً إياه إلى الحكم بشكل مسؤول ليكون منصفاً، حيث قال في بيانه على أنه مستعد للعمل مع الجمهوريين عندما يكون ذلك ممكناً، ومضيفاً أن الناخبين ينتظرون منا تحقيق فصل من الإنجازات من خلال العمل معاً في طريق واحد، إلا أن الواقع النيابي مختلف تماماً بعد مشاهدة فصول من الفوضى الحقيقية تحت قبة مجلس النواب أثناء فترة انتخاب الرئاسة، وقد أكدها مكارثي أثناء توجيه أصابع الاتهام إلى مجموعة من النواب ومنهم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، الذين يحاولون فرض شروطهم بالجلسة حتى استطاع هؤلاء إطاحة الديموقراطية نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابق.

فبعد رحيلها من المحتمل أن تكون إدارة مجلس النواب صعبة للغاية هذه المرة خصوصاً بعد انتخاب مكارثي حيث قال مؤكداً: «إنه حان الوقت لممارسة السيطرة على سياسة الرئيس!».

وهذا يعطينا دلالة واضحة بأن هناك مواجهات ساخنة تنتظر الحزبين، أي بعد هذه الانقسامات في جلسة الرئاسة اتضح لنا جلياً أن سياسة إدارة مجلس النواب ستكون معادية للرئيس جون بايدن، بعد إلحاحه الترشح مجدداً للانتخابات الرئاسية المقبلة للعام 2024، وفي الوقت نفسه هناك آراء أخرى لدى أوساط مقرّبة من هذا الشأن تفيد أن مبارزه انتخاب الرئيس مكارثي عكست مدى هذا الكم من الانقسامات داخل الحزب الجمهوري، وبالتالي هذا الأمر سينعكس على حظوظهم في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية المقبلة، فيما جاءت نتيجة انتخاب الرئيس مخيبة للآمال بعد 15جولة اقتراعية غير مسبوقة في تاريخ البرلمان الأميركي لشخص مثل مكارثي، وهو العنصر المهم الذي يمثلهم في الحزب الجمهوري، وفي المنصب الرفيع للعامين المقبلين، لتنتهي حالة من الانقسامات والفوضى مثلما حدث لهجوم 6 يناير 2021 تماماً على قصر الكابيتول (مبنى الكونغرس الأميركي) وكأننا نعيد إلى الأذهان عصر يوم كان مشؤوماً على الجميع.

على أي حال تبقى أجندة مجلس النواب حافلة بالملفات الشائكة التي قد تفجّر ألغاماً مبيتة بين الحزبين، فملف رفع سقف الدّين العام الأميركي، وتمويل الدولة الفيديرالية، وفتح باب الخزانة الأميركية لحزمات مالية إضافية للحرب في أوكرانيا قد تهلك اقتصاد الولايات المتحدة من جديد، وكذلك حينما يحين الوقت لممارسة السيطرة الكاملة على سياسة الرئيس جون بايدن، حتماً سيفتح أعضاء الحزب الجمهوري باب التحقيقات عند إدارة بايدن للجائحة مرة أخرى، ناهيك عن ممارسة الضغوط عليه لينسحب من أفغانستان، وكذلك ملف تعزيز الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، ومعالجة الدين الاتحادي، ثم مواجهة صعود الصين والتحقيق مع إدارة الرئيس بايدن حوله.

إن استخدام سلطة كيفية إنفاق المال هي إحدى الأدوات التي يستخدمها الرئيس لمصلحة البلاد، فعندما يقوم مجلس النواب بسحب صلاحيات إدارة الرئيس بايدن يعني أنه قد حان الوقت لممارسة السيطرة على سياسته، وبالرغم من ضخامة أجندة مجلس النواب إلا أن الحزب الجمهوري بقيادة الرئيس الجديد كيفن مكارثي لم يقترب من الاتحاد حول استراتيجية واضحة لاستعادة الغالبية في أي انتخابات رئاسية مقبلة...

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي