No Script

على الهواء

الأمير سعود الفيصل والإصلاح

تصغير
تكبير

رحم الله الأمير سعود الفيصل، الديبلوماسي العريق، الذي سعى في الإصلاح في أكثر أزمنة الاضطراب السياسي، في موقف دولي شهد له بالحنكة وسداد الرأي. أعلن وزير الخارجية السعودي في بروكسيل بتاريخ 20 فبراير 2004 أن العرب ليسوا بحاجة إلى اتفاق (هلسنكي جديد) مع الغرب وذلك رداً على مشروع أميركي وصفته واشنطن بأنه يهدف إلى وضع خطة إصلاحية للشرق الأوسط، وأوضح الأمير في محاضرة ألقاها في المركز السياسي الأوروبي في بلجيكا، فوّجه النقد إلى السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي روكويل شنابل، فقال «السفير الأميركي إنه لم يعلم بالأمر إلّا من خلال الإعلام... وما يُعرض على الدول كان يُعرض على إدارة الرئيس جورج بوش».

وقال الأمير سعود «إن الخطة الأميركية هي نسخة من اتفاقية هلسنكي التي وقّعت مع الاتحاد السوفياتي عندما شُرع في تفكيكه وإنني لا أراه صالحاً لعرضه على الدول العربية».

وقال كلمته المشهورة: «إننا نريد أن نتعلّم منكم ولا نريد أن تفرضوا علينا شيئاً».

المرجع، كتاب: أميركا... والشرق الأوسط.

تأليف: رنا أبوظهر الرفاعي ود. محمد قبيسي.. (محاولات التغيير) صفحة 201 إلى 206.

وعندما رفض الأمير السعودي كان رفضه موضع إعجاب الحاضرين... إن التغيّر المراد صنعه من الخارج للدول العربية لا يراه نافعاً ولا مقنعاً، هو نسخة من اتفاقية هلسنكي التي فُرضت على الاتحاد السوفياتي وقسمته وفكّكت أجزاء منه. وقال الأمير السعودي: «إذا كان على الشرق الأوسط أن يتغير فعلى الدول العربية أن تتحمل ما لديها من التغيير، ولا تقبل من الدول الأخرى أن تُملي عليها قوة التغيير، والإصلاح لا يكون من خارج الدول العربية»، وقال «إن الإصلاح عن طريق الضّرب قد توقف منذ عقود في المدارس الأولية»، وقال «إن السعودية بادرت خلال السنوات الماضية إلى تبني مشروع إصلاحي يهدف إلى تحقيق مستقبل مشرق لمواطنيها، وإن عملية الإصلاح اتسمت بالشمولية في الطرح والتفاضل في التنفيذ والبرمجة في التوقيت».

وأضاف قائلاً: «لقد أخذنا في الاعتبار حقيقة أن الإصلاحات الجزئية والمحدودة لا تكفي لمواجهة التحديات ومن هذا المنطلق فقد وضع البرنامج الإصلاحي خططاً شاملة تغطي الجوانب السياسية والقانونية والإدارية والاقتصادية والتعليمية».

رحم الله رجل السياسة والإصلاح الحرّ الأمير سعود الفيصل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي