اعتبر غياب الترفيه سبباً لمشاكل التعاطي والعنف وغيرهما... لكنه ليس الرئيسي
عادل الزايد لـ «الراي»: مركز علاج الإدمان قادر على استيعاب المرضى لـ... 10 سنوات مقبلة
- إنشاء مصحات خاصة لعلاج الإدمان على طاولة اللجنة العليا لمكافحة المخدرات
- إعادة تشكيل اللجنة تجمع الجهات المختصة بمكان واحد لوضع خطة حل لمشكلة الإدمان
- تزايد الإقبال على العلاج من الإدمان مرده إلى الوعي المجتمعي بقضية المخدرات
- علاج المدمن بات مجتمعياً والعملية الاحتباسية مرفوضة ولا تؤدي إلى نتائج إيجابية
اعتبر مدير مركز علاج الإدمان في الكويت الدكتور عادل الزايد، أن إعادة تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات، تذلل الكثير من العقبات، حيث إن جمع الجهات المعنية بقضية الإدمان في مكان واحد، كفيل بوضع خطة وطنية للتعامل مع المشكلة والقضاء عليها.
وأوضح الزايد، في لقاء مع «الراي»، أن التوجه لإنشاء مصحات خاصة لعلاج الإدمان سيناقش في اللجنة العليا لمكافحة المخدرات، معرباً عن أمله في سرعة وضع الضوابط الخاصة بهذا الشأن، لترى النور قريباً، لافتاً إلى أن مركز علاج الإدمان يقدم خدمة متكاملة، وقادر على استيعاب المرضى في الكويت لمدة عشر سنوات مقبلة مع توسعته الجديدة.
وفيما أكد أهمية الجانب الترفيهي في دعم الحالة النفسية وشعور الناس بالرفاهية والاستقرار والمتعة، أشار إلى أن غياب الترفيه يعد سبباً لوجود المشاكل الاجتماعية وتعاطي المخدرات والعنف وغيرها من المشاكل، لكنه ليس السبب الرئيسي.
وأوضح أن ثمة زيادة في الإقبال على العلاج من الإدمان، حيث أصبح هناك وعي كبير جداً بقضية المخدرات ومتابعتها، ما انعكس بشكل كبير على رغبة كثير من المدمنين في التعافي والخروج من المشكلة، لاسيما وأن التوجه الحالي يكمن في علاج المريض مجتمعياً، لافتا إلى أن العملية الاحتباسية مرفوضة للشخص المدمن، ولا تؤدي إلى نتائج إيجابية.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• هل هناك علاقة بين قلة الجوانب الترفيهية وتزايد حالات الإدمان في المجتمع؟
- لا نستطيع أن ننفي أهمية الجانب الترفيهي في دعم الحالة النفسية، وشعور الناس بالرفاهية والاستقرار والمتعة، حيث لا يوجد مجتمع من غير فنون، والجوانب الترفيهية جزء منها ثقافة وفنون وآداب وغيرها، لكن من الخطأ القول بعدم وجود جوانب ترفيهية في الكويت... قد يكون صحيحاً عدم وجود مهرجانات أو مدن ترفيهية، لكن هذا لا يعني عدم وجود ترفيه في البلاد.
إن الكثير من الشباب الكويتيين لديهم هوايات ترفيهية مميزة، وتحدث صدى كبيراً في دول الخليج، وعليه فإن الجانب الترفيهي ليس مقفلاً تماماً، ويجب أن يأخذ الجانب الترفيهي الشكل السياحي والمدعوم بشكل كبير من الدولة، مثل بعض الدول الخليجية، لكن لنفرض أن الجانب الترفيهي غير موجود، هل أستخدم ذلك كذريعة أو سبب للمشاكل الاجتماعية مثل الإدمان على تعاطي المخدرات والعنف؟ لا أعتقد أن غياب الجوانب الترفيهية هو السبب الرئيسي في انتشار الإدمان والمشاكل الاجتماعية، لكنها قد تكون سبباً.
• من وجهة نظركم إلى أين وصل الوعي بطبيعة هذه التحديات ؟
- هناك وعي كبير الآن لدى المسؤولين في كل قطاعات الدولة ذات العلاقة بالشخص المتعافي من الإدمان، ولذلك فإن كثيراً من العقبات والتحديات المتعلقة بالإدمان بدأ تذليلها والتغلب عليها.
ومن وجهة نظري، فإن من أهم التحديات والعقبات غياب اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. وقد قرر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، إعادة تشكيلها برئاسة وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، ونأمل أن تكون اجتماعات اللجنة نواة لوضع كل الجهات التي تتعامل مع قضية الإدمان في مكان واحد، من أجل وضع خطة وطنية للتعامل مع المشكلة.
وأود أن أوضح أن مركز علاج الإدمان يقدم خدمة متكاملة وقادر على استيعاب مرضى الإدمان في الكويت لمدة 10 سنوات مقبلة مع توسعته الجديدة، لاسيما وأن التوجه حالياً في علاج الإدمان، هو علاج المريض مجتمعياً، والعملية الاحتباسية مرفوضة ولا تؤدي إلى نتائج إيجابية.
• هناك توجه للدولة لإنشاء مصحات خاصة لعلاج الادمان، فهل ذلك يخفف الضغط على المركز لديكم؟
- ليس هناك شك في ذلك، حيث إن أي قطاع من القطاعات الخدمية لا يستطيع أن يعمل بقدرته الذاتية، إذ إن دور القطاع الخاص مهم جداً في دعم العمل في القطاع الحكومي بتقديم أي خدمة للمجتمع، ونحن بحاجة إلى دعمه، حيث يرفع ذلك عبئاً كبيراً عن الخدمات الصحية في وزارة الصحة، وخاصة في قطاع علاج الإدمان، وهذا من المواضيع التي ستناقش في اللجنة العليا لمكافحة المخدرات برئاسة وزير الصحة، ونأمل بالإسراع في مناقشة الأمر، ووضع ضوابطه، وأن يرى النور قريباً.
5 في المئة نسبة العودة للإدمان ... بعد 20 سنة من التعافي
تطرق الزايد إلى التحديات التي تخص مرحلة التأهيل بعد مرحلة علاج المدمن، موضحاً أن هناك مشاكل متعلقة بالإدمان أو ببعض الأمور الإدارية التي يمكن أن تؤثر سلباً على دعم البرنامج التأهيلي للشخص المدمن، وأحد الأمور التي يجب معرفتها أن الإدمان مرض مزمن، وهنا لا أستطيع القول، إن الشخص بعد تعافيه لن يعود للإدمان، فتحديات التعامل مع المرض كبيرة جداً، ولابد أن يظل المريض على وعي كامل بكل الأفكار والمتغيرات النفسية والذهنية التي تحدث عنده حتى في فترة التعافي، حتى لو امتدت لسنوات، حتى يستطيع صد أي تغييرات تحدث عنده وتؤدي الى عودته الى الانتكاسة.
وأشار إلى أنه لذلك لابد من التركيز من قبل الشباب المتعافين على العلامات المنذرة للانتكاسة والتي قد تكون بعيدة عن مجال الإدمان والتعاطي، وهذه التحديات خاصة بالمرض ذاته، إذ إن الأبحاث والدراسات العلمية تقول، إن هناك فرصة 5 في المئة للعودة للإدمان حتى بعد 20 سنة من التعافي، وهذه الدارسات تؤكد التحديات المتعلقة بمرض الإدمان.
التوسعة الجديدة ستخصص للنساء والأطفال
حول التوسعة الجديدة لمركز علاج الإدمان، أوضح الزايد أن الشركة المنفذة تقوم بدورها على نحو ممتاز، كما تتابع إدارة الشؤون الهندسية في وزارة الصحة المشروع الذي تبلغ سعته الاستيعابية 200 سرير، ستكون مخصصة للنساء والأطفال المراهقين، ونأمل بنهاية 2023 البدء في تشغيل المشروع.