No Script

حروف باسمة

أقبل العام الجديد مفعّم بالخير والتجديد

تصغير
تكبير

الأيام تترى والليالي تدلف والأعوام تتوالى وكلها مشاهد وصور وأشكال ونماين وأرناق مختلفة ومتباينة، منها النظير الذي يشير إلى الأمل ويهدي إلى الإصرار ويعمل على الجد والاجتهاد... وصور أخرى تثير الاشمئزاز وتُحير العقول وترهق الأفكار وتعذّب القلوب من مشاهدها الكئيبة... والمتأمل للحياة يشاهد صوراً مختلفة، ولعل آخر أيام العام المنصرم كان رحيل اللاعب الأسطورة بيليه الذي تُوفي يوم الخميس 29/ 12/ 2022 بعد صراع طويل مع المرض.

وهزّت وفاة الأسطورة جماهير كرة القدم، حيث خيّم الخبر على منصات التواصل المختلفة وتداول عشاق اللاعب مقاطع فيديو، سواء من مقابلات سابقة له أو مقتطفات من مبارياته، كما وجّه عدد كبير من اللاعبين رسائل مؤثرة عبر منصات التواصل أبرزهم:

رونالدو وميسي ومبابي ومحرز ونيمار الذي كتب «لم تكن رياضة قبل بيليه لكنه غيّر كل شيء وحوّل كرة القدم إلى فن»... كما قال رئيس الفيفا «هو يوم لم يرغب فيه أحد».

بيليه الذي رفع كأس العالم ثلاث مرات لم يكن متواجداً في مونديال قطر 2022 ولم يسافر إلى الدوحة، لكن كانت أخباره حاضرة طوال الوقت بسبب حالته الصحية التي كان يمر بها.

ورغم ذلك كان حريصاً على توجيه الرسائل للاعبين من على فراشه في المستشفى.

رقم (10) رقم صعب واستثنائي في عالم كرة القدم.

بيليه صنع هذا الرقم وجعل منه رقماً لا يحمله إلا اللاعبون المهرة.

أتذكر أحد عشاق بيليه وهو الأخ/صادق عبدالمحسن جمال - يرحمه الله - في أحد المنتديات التي فازت بها البرازيل احتفل احتفالاً كبيراً، دعا اليه أعضاء السفارة البرازيلية في منزله وكانت تُزين ديوانيته صور لمشاهد مختلفة لبيليه.

ومن عجائب الصدف، أن يوم وفاة الأخ صادق كان يُصادف يوم عيد ميلاد بيليه - رحمك الله يا صادق - كنت مفكراً وهاوياً وباحثاً في مضمار كرة القدم.

عزيزي القارئ ونحن نستقبل عامنا الجديد فماذا عسانا أن نتمنى في هذا العام؟

نتمنى أن تكون هذه الديرة، هادئة مستقرة ومطمئنة... نتمنى لأبنائها الجد والعمل من أجل بناء صرحها وألا نجد بين أبنائها متخاذلاً أو خاملاً وألا نجد ذِكراً لأصحاب الشهادات المزوّرة، وأن يضرب بيدٍ من حديد على كل مَنْ يزوّر شهادته ويأخذ حق مَنْ سهر الليالي وجد وتعب واجتهد من أجل الوصول إلى غايته ببلوغ التحصيل العلمي، فإذا كوفئ المجتهدون وحصلوا على المناصب الخلّاقة، فإن الديرة تكون نامية وقوية لأن الذين يسهرون عليها هم متسلحون بسلاح العلم والمعرفة.

نسأل الكريم أن يجعل هذا العام الجديد ممتلئاً بالخير والصحة والسعادة في جميع أنحاء الكون.

صدق أبوالقاسم الشابي ولكن بتصرف:

أقبل العام يغني

للحياة الناعسة

والربى تحلم في ظل

الغصون المائسة

والصبا تُرقص أوراق

الزهور اليابسة

وتهادى النور في

تلك الفجاج الدامسة

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي