No Script

بوضوح

العام الجديد ومحاسبة النفس

تصغير
تكبير

هل نحن قادرون على محاسبة أنفسنا، وتقديمها إلى محاكمة يومية، تتكون من قضاة معنويين (الضمير والمشاعر والعقل والقلب).

وهل نستطيع أن نقول كلمة الفصل، في إصدار أحكام حيادية على أنفسنا، من دون أن نميل كل الميل إلى أنفسنا، ونبرئها من أي تصرف أو موقف أو كلمة، نكون نحن فيها مدانين ؟

دائماً ما أحبذ تلك المحاكمة، وهي بالمناسبة صعبة وليست بالأمر الهيّن، خصوصاً مع من لا يعترفون بأخطائهم، ولا يسمحون - ليس لأنفسهم فقط - بل لغيرهم من أن ينتقد تصرفاتهم ويقول لهم أنتم مخطئون، أو ان تصرفاتكم في مسألة ما جانبها الخطأ، فعند هذه الحال، سينتفضون، وينبرون في الدفاع عن أنفسهم، بكل الأساليب والوسائل التي بحوزتهم، سواء كانت حقّة أم باطلة، المهم أنه يريدون تبرئة ساحتهم من أي خطأ والادعاء بأنهم يمتلكون الحقيقة كاملة، وغيرهم ليس لديه إلا الباطل.

ألم يقل ديننا إن النفس لأمارة بالسوء، ألم ينهنا الله ورسوله الكريم من اتباع النفس، حيث إنها قد تسلك طريقاً لا نرغبه، إن لم نكن واقفين لها بالمرصاد، وواضعين أمامها المتاريس والحواجز التي تكبح جماحها، وتفشل مخططها في الأذية وسلك دروب مظلمة حالكة، وذلك بالتقوى، والتسامح وحب الخير.

ولأننا على مشارف عام جديد، وقد بدأ العام الجاري في الأفول - بعدما ترك فينا ما ترك من فرح وحزن، خير وشر، سعادة وشقاء، سرور وألم - فإن الدعوة صادقة في أن يعقد كل واحد منا لنفسه محكمة، تكون فيها هيئة القضاة من الآتي أسماؤهم: القلب والمشاعر والعقل، بينما يكون الضمير هو كبير هؤلاء القضاة.

فهل نستطيع فعل ذلك، ولو استطعنا فهل ستكون محاكمة عادلة لا تميل فيها جوارحنا إلى أنفسنا الأمارة بالسوء.

اللهم احفظ الكويت وأميرها ووليّ عهدها الأمين، وأهلها وكل من يقيم على أرضها الطيبة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي