أبعاد السطور

رسالة من أوكرانيا... «أخاف أن أموت ببطء»

تصغير
تكبير

وصلتني عبر البريد الإلكتروني رسالة من سيدة أوكرانية اسمها إيرينا، تُقيم في إحدى نواحي كييف، قامت بترجمتها من اللغة الأوكرانية إلى اللغة العربية، الأستاذة الأوكرانية من أصول عربية سلسبيل حلواني.

كتبت إيرينا: عزيزي الكاتب حسين الراوي، أكتب إليكم هذه السطور على ضوء الشموع، وذلك بسبب القصف الروسي الظالم على بلادي أوكرانيا، الذي بسببه تم تدمير محطات توليد الكهرباء في كل مناطق أوكرانيا، وكذلك تدمير خزانات المياه، والكثير من المساكن والمنتزهات والشوارع والجسور، الأمر الذي جعل الشعب الأوكراني يعيش معظم ساعات يومه بلا كهرباء، حيث لا ضوء ينير العتمة ولا مدافئ تطرد عنا البرد الشديد، ولا أي استخدام لأي أجهزة كهربائية أخرى نحتاج لها.

عزيزي الكاتب حسين الراوي... احياناً افكر في - إذا نجونا من كل شيء وعشنا - فهل ستجعلنا تجربة هذه الحرب أقوى؟ أَم هل ستجعلنا تجربة الحرب مشلولين فكرياً وجسدياً وروحيا؟ سوف أكتب لك عن هذا إذا بقيت على قيد الحياة بعد أن تنتهي الحرب الظالمة.

في السابق كنت أفكر دائماً وأكتب: عندما تنتصر أوكرانيا. سوف أفعل وأفعل. أما أنا الآن أفكر فقط، هل سأنجو من الموت أنا وأطفالي قبل أن تنتهي الحرب»؟

إنها حقاً ستكون بالفعل معجزة.

كيف يمكن أن يكون ذلك، انه في هذا الزمن في القرن الـ 21، وتطوّر التكنولوجيا والصناعة والثقافة والعلوم والروحانية، أن تُدمر دولة دولة أخرى بأكملها ويُقتل الناس، ولا يمكن لأحد أن يوقف هذه الحرب بسرعة...

نحن نُقتل مثل الفئران، لقد اعتدنا على الدم والموت والظلام، ولم أعد أخاف من الانفجارات ولا الظلام ولا البرد ولا الجوع ولا المرض، أنا خائفة فقط من شيء واحد: أن اموت ببطء.

عزيزي الكاتب الراوي... ابق مع بلادي أوكرانيا، إنها تحتاج للأصدقاء الأوفياء الشجعان مثلك، وجميع كلماتك التي تنشرها في الصحف وعلى «فيسبوك» و«تويتر» و«الانستغرام» تبث الأمل في صدور الأوكرانيين... شكراً لنبلك.

انتهت الرسالة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي