متطوعات في الجهراء لإطعام الجراء
الكلاب الضالة.. بين «اليد الحانية» والرصاص!
تحت ظلال النخيل الباسط أجنحته على الطرق، تمتد يد الخير حانية على الكلاب الضالة في شوارع الجهراء وأرصفتها، وقد مسحت بإطعام الجراء إثم الرصاص الذي خلف المجازر الوحشية في أكثر من موقع شهد على غياب القيم الإنسانية في قلوب مرتكبيها.
اليد الأنثوية التي تحمل الطعام للكلاب، أصبحت قبلة الجراء الصغيرة ومقصدها إذ تؤمها لاهثة كلما أقبلت، وتودعها شاكرة كلما أدبرت. وبين تلك الدقائق والومضات، تتجلى معاني الرحمة بكل صورها، وتصدح آيات الرفق بالكائنات في الفضاء الإنساني.
وفي كل يوم ـ تسير الكلاب مع صغارها على ذلك الطريق، تلبي نداء هاتف الرحمة، وتلقي بنظرات العطف على من تكفّلن بالسقاية وإطعام الطعام، وفي لهاثها المسنون، ما يغني عن وصف حالها، وما يترجم مدى ضعفها وانكسارها.
وبين العطف والعنف، بين قتل الحيوانات بلا مبرر أوالرفق بها، قال رئيس مجلس إدارة مبرة الإحسان الخيرية الشيخ بدر الحجرف لـ«الراي» إنه لأجر عظيم في إطعام الحيوانات والرفق بها امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (في كل كبدٍ رطبةٍ أجرٌ) ولكن يجب أن يكون الاعتناء بها في مكان خاص ومن ثم يتم إطعامها، مضيفاً «وإن كان على الدولة أن تتبنى مثل هذا الأمر».
ومن الناحية الشرعية، أكد الحجرف أنه «لا يجوز قتل الحيوانات أو الكلاب باستثناء الكلب العقور الذي يؤذي الإنسان»، مؤكداً أن «الإسلام دين رحمة ورفق وقد شملت هذه الرحمة الإنسان والحيوان وجميع المخلوقات».