No Script

بوضوح

العلم... ومستقبل أبنائنا

تصغير
تكبير

الحديث عن العلم والحث على تتبع مصادره والاستزادة من منابعه، من الأمور التي تميل إليها كل نفس توّاقة إلى العمل من أجل الوطن والإنسانية على حد سواء.

فالعلم، لا يقتصر على العلماء فقط، بل يجب على كل إنسان أن تكون روحه متطلعة إليه ومنحازة إلى نوره وإشعاعه، وهذا مدعاة إلى التقدم والتطور.

وعلى أساس ذلك، لا يحبّذ الباحثون وأهل العلم والفكر، ترك شبابنا من دون أن يكون لديهم الميول الحقيقية للعلم وتحصيله في مختلف أعمارهم، وعدم تركهم لإغراءات الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، كي تُشكّل مداركهم، وتبني أفكارهم.

فقد تجد شاباً أو ناشئاً أو حتى طفلاً... وقد أخذته تلك الأجهزة والمواقع، إلى برامج لا خير من ورائها، إلا أنها تشغله عن حياته، وتنقله من عالمه الواقعي إلى الخيال المدمر، الذي لا إبداع فيه ولا تميّز، بل وقوع في ترّهات وأفكار تعوّد العقل على الكسل، وعدم الابتكار، حيث إنه سيصبح مستقبِلاً لكل ما يصله من تلك التقنيات، فيما ستتعطل لديه مدارك ومشاعر الإرسال والابتكار، وسيصبح شخصاً معطّلاً لا يمكن أن يُساير مجريات التطور من حوله.

فالأجهزة الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، هي أشياء مثيرة وفي الوقت نفسه مهمة في حياتنا، وأصبحت في وقتنا الراهن من ضروريات الحياة، ولكن حينما نستخدمها في شكلها الصحيح، وليس من أجل الترفيه وشغل الوقت، ومن ثم الاكتفاء بذلك.

فالسعي من أجل العلم وتتبعه، يدعونا إلى أن نجد وسائل ناجحة، من خلالها نعوّد الشباب والنشء والأطفال على أن تكون هذه التقنيات الحديثة، في خدمة مداركهم ومشاعرهم وأفكارهم، للوصول بهم إلى العلم والمعرفة، وتطوير قدراتهم الابتكارية وملكاتهم الفكرية، وتحفيزهم على المضي في طريق الطموح.

وبصفة عامة فإن للعلم أهمية كبيرة في حياة الشعوب، التي تريد أن تكون في مقدمة الصفوف، كما أن ديننا الإسلامي أمرنا بالنهل من العلم حيث يقول تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما ‏يتذكر أولو الألباب).

وفي المقابل أمرنا ديننا أن نتعلّم من أجل أن نفيد المجتمع لا أن نتفاخر به، ونتباهى به أمام الناس، فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تَعلَّموا العِلمَ لِتُباهوا به العُلماءَ، ولا تُماروا به السُّفهاءَ، ولا تَخيَّروا به المجالِسَ فمَن فعَل ذلك فالنَّارَ النَّارَ).

والخلاصة، يجب أن ننهل من العلم بقدر المستطاع، ونحن في نيّاتنا أن نكون مصدر إفادة لمَنْ حولنا، وليس من أجل التباهي، كما يجب أن نركز مع أطفالنا الصغار والشباب، ولا نتركهم تحت رحمة الأجهزة الذكية التي لا تفارق أعينهم، ومواقع التواصل الاجتماعي، التي قد تأخذهم إلى طرق لا يعلمها إلا الله.

اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وأهلها وكل مَنْ يُقيم على أرضها الطيّبة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي