No Script

ربيع الكلمات

نهاية العرس... قطري

تصغير
تكبير

ختام يليق ببطولة كأس العالم، وقطر قبل كأس العالم ليست كما قبله، أبهرت العالم بهذا الإنجاز الرائع وبأفضل نسخة من بطولة كأس العالم وبشهادة الفرق المشاركة، وخالص التحية للشعب القطري على نجاح البطولة وكرم الضيافة والروح الطيبة في التعامل مع مختلف الثقافات.

شعور غريب بعد ختام البطولة وسفر الفرق والمشجعين، مَن كان يصدق أنه مرت اثنتا عشرة سنة على فوز قطر بتنظيم البطولة في ديسمبر عام 2010، معقولة ونحن في عام 2022 وكأنه حلم وخيار مر بسرعة البرق، ولكن الحق يقال إن قطر أدارت الملف بكل احتراف، وهذه المرة الأولى التي تقام فيها هذه البطولة في منطقة الشرق الأوسط، وأثبتت قطر للعالم كله أنها إذا قالت وعدت وأوفت.

ومن أجمل الصور في بطولة كأس العالم هي تلاقي الثقافات من مختلف دول العالم في الدوحة، وكأنها رسالة بأننا في العالم نحن مشتركون في العيش على هذه الأرض، ولماذا لا نزيد مساحات المحبة والتآلف بدل الخلافات والخصام، نحن بحاجة إلى العيش بسلام أكثر من أي وقت مضى، ولغة التسامح هي التي يجب أن تسود بدل الكره والحقد.

ما فعلته قطر لاشك أنه يدرس في علم وإدارة الحشود، استطاعت استيعاب الكم البشري الكبير، مع دخول وخروج من الملعب بكل انسيابية ومن دون أي حوادث تذكر، لا شك أنه حدث استثنائي لم يتكرر من قبل.

ونشرت صحيفة «الإندبندنت» مقالاً بعنوان «مَن الفائز الحقيقي بكأس العالم في قطر؟ ملحوظة ليست الأرجنتين».

ويذكر أن قطر بعد إنفاقها أكثر من 200 مليار دولار على البنية التحتية، ومشروعات لازمة لاستضافة كأس العالم، كان لا بد لها من جائزة سريعة، وجاء ذلك عن طريق مقولة «أعظم كأس عالم على الإطلاق»، والفنادق وأنظمة التكييف عالية الكلفة في ملاعب الكرة، وحتى نظام مترو الأنفاق، كل هذه المنشآت لم يكن ينقصها سوى بعض مباريات كرة القدم المبهجة، وبعض اللاعبين العظام، على مدار التاريخ، للقيام بدورهم، مثل مبابي وميسي ونيمار، وبقية النجوم، حتى تكتمل الصورة.

ولعل ظهور الشيخ «ميسي» بالبشت العربي خير مثال على جمال بطولة كأس العالم وبنكهة قطرية، حيث قام سمو الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، بإهداء ميسي، البشت ولتكون هذه اللقطة من أجمل صور المونديال وفي مسيرة اللاعب الكروية.

ومن اللافت في هذه البطولة المستوى الكروي لمنتخب المغرب، والذي حصل على المركز الرابع، والاستقبال الجماهيري لمنتخب المغرب في شوارع الرباط يليق بهذا الإنجاز التاريخي ووصولهم للمونديال للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم.

شكراً لقطر على هذه الأيام الجميلة وعلى صناعة الفرح ورسم الابتسامة على وجوه الجميع، شكراً على كل شيء جميل قدمتموه لإنجاح البطولة، شكراً لقطر على كل شيء جميل والتنظيم الرائع، وجودة في كل شيء. نعم انتهت البطولة ولكن بقي الإرث ودولة عصرية جميلة متكاملة، كان عرساً قطرياً بامتياز، وختاماً رائعاً لأفضل بطولة كأس عالم في التاريخ...

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي