No Script

سافر إلى ذاتك

اكتئاب ما بعد المونديال؟

تصغير
تكبير

بعد أن تتوج الفرق بالكأس، وتتباعد أصوات المشجعين، وتخفت أضواء الملاعب، وتأخذ اللهفة حقائبها متأهبة للرحيل، بعد أن ترجع حياتك لروتينها المعتاد، لا تحدٍ قادماً ولا شغف انتظار، ولا فريق تفرح معه ولا فريق تشاركه البكاء، فقد فرحت وساندت وتمتعت وامتلأ يومك ووقتك، وزخرت ذكرياتك بكل لحظة جميلة ومعبرة ومفصلية وتاريخية، ولكن ماذا بعد؟ ماذا بعد تلك المشاعر الكثيرة؟ اللحظات المثيرة من الترقب والشجن والحب والشغف والانتظار، الصبر، الحماس؟ إلى روتين ولا شيء ماذا بعد الجمعات العائلية التي تجمعها مباراة؟ وتلك التحديات التي توضع قبل كل لقاء عن من تتوقّع يفوز ومن سيحمل اللقب من ستكون حينها؟ كيف ستواجه الفراغ غير المعتاد واللحظات الطويلة والأيام الكثيرة التي تكاد تشبه بعضها؟ كيف ستتخطّى فقدان اللهفة أو زوال الشغف؟ وكيف سيكون يومك دون ترقب أو انتظار مثير؟

إنه اكتئاب ما بعد المونديال.

وهو معنى وصفي فلسفي ونفسي لحال المشجعين الشغوفين في المباريات، إنه الضيف القادم في المرحلة المقبلة بعد زوال نشوة انتصار فريقك وخفوت بريق احتفالك به،... ذلك الاكتئاب الذي سيكون ضيفاً لكل من لا خطة له ويعيش ضمن خطط الآخرين، ولا جدول له ومعتمد على جداول الحياة الثابتة، ولا خطوة تالية لمن لا يعرف كيف يصنع الخطوات.

قد يكون المونديال بداية لتجعل من حياتك أبواباً من الشغف، كمسابقات عائلية أو دولية أو اجتماعية تخص أمراً تهتم به، أو تعلم خبرة جديدة لم تعتد على تعلمها، أو الخوض في قصة فريدة لم تتوقع أنك ستكون بها يوماً. فالأشخاص بعد أي حدث مهم كالمونديال يفقدون اللهفة ويفقدون الاستمتاع بشيء آخر، أو التمتع بما هو جديد فتظهر عليهم أعراض انسحابية كالحزن وفقدان المتعة، وعدم القدرة على صنع نطام جديد أو خلق شغف آخر أو تنظيم متعة أخرى جديدة، لذلك لكل الحيويين الآن المتمتعين الآن، لا تنسوا أنها أيام ويغلق المونديال قصته، إذاً اصنع لك قصة بعده جديدة تعطيك الشعور ذاته وأنت متحمس لأحداث المونديال كأن تشارك بشيء أو تتعلم شيئاً أو تصنع شيئاً أو تكون أنت الشيء الجديد من نفسك فنهاية المونديال آتية، احموا أنفسكم من الاكتئاب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي