No Script

رسالتي

نعم أنت عاصية!

تصغير
تكبير

كتبت إحداهن مقالاً وجهته إلى وزير التربية، تستنكر فيه ورود جُملة في كتاب الصف العاشر لمادة التربية الإسلامية تشير إلى أن من لا ترتدي الحجاب من النساء البالغات فهي عاصية لله تعالى.

وتزعم بأن مثل هذا الكلام يشوه صورة الأمهات غير المحجبات في عيون الأبناء!

ومن يقرأ المقال فلن يحتاج لجهد كبير ليكتشف بأنه مليء بالمغالطات، وبأن مَن كتبته ليست ملمة بأحكام الشريعة الإسلامية، وبأنها لا تفرّق بين العُرف والشرع، وبأنها لا تميّز بين بيان الحكم على الفعل، وبين الجزم على مصير صاحبه بدخول الجنة أو النار!

فكاتبة المقال تزعم بأن مسألة وجوب الحجاب قضية غير متفق عليها في الفقه الإسلامي، وأنا أتحداها أن تأتي بقول واحد من أقوال أئمة المذاهب الإسلامية المعتبرة لا يرى بوجوب الحجاب!

وتدعي كاتبة المقال بأن غير المحجبة لا تعتبر عاصية لله تعالى إذا كانت تصلي وتصوم وتحج وتقرأ القرآن!

ونود توضيح معلومة شرعية وهي بأن الواجب في الشريعة هو ما أمر الشرع به أمراً جازماً، يُثاب فاعله ويُعاقب تاركه.

وبما أن الحجاب ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع، فقد أصبحت من لا ترتديه من النساء البالغات عاصية لله تعالى.

تدّعي الكاتبة بأن الحجاب من القشور والشكليات، ونقول إنه ليس في الإسلام عبادة تعتبر من القشور، فكله من الجوهر وكلها يُتَقَرّب بها إلى الله تبارك وتعالى، والحجاب مؤشر على استسلام الفتاة لأوامر الله التي لا يسعها أن تقول أمامها سوى «سمعنا وأطعنا غُفرانك ربّنا وإليكَ المصير».

ورداً على الزعم بأن من المحجبات من تقع في المخالفات، وبالتالي لا داعي للتستر بالحجاب أو النقاب، ونقول إن ارتكاب البعض للمخالفة لا يعني وجوب التعميم، فهل إذا صدر سلوك سيئ من أحد الكويتيين في الخارج، يبيح لأهل البلد المضيف أن يعمم الحكم على جميع السياح الكويتيين؟

تهاجم الكاتبة مؤلفي مناهج التربية الإسلامية بأنهم تركوا الحديث عن الكذب والنفاق وسوء الظن والظلم... وركّزوا على موضوع الحجاب!

وأنا أجزم بأنها لم تقرأ مناهج التربية الإسلامية، لأنها لو قرأتها بالفعل لما كتبت هذا!

الهجوم على الحجاب ليس بالأول ولن يكون الأخير، فهي حملة ممنهجة على الهوية الإسلامية، لكنني على يقين بأنه مهما حاول خصوم المنهج الإسلامي النيل منه إلا أن مساعيهم سيُكتَب لها الخيبة والخسران.

«يُريدون ليُطفئوا نورَ اللهِ بأفواهِهم واللهُ متمُّ نُوره ولو كره الكافرون».

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي