ألوان

تميم المجد

نجحت دولة قطر الحبيبة بتنظيم كأس العالم 2022م، وقد كان حفل الافتتاح رائعاً حمل معه الدهشة والإعجاب والرسائل التي تُمثل القيم القطرية الخليجية العربية الإسلامية المحاطة بمظلة إنسانية. ولقد أكد «تميم المجد»، أمير دولة قطر الشقيقة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على تلك القيم الراسخة في حفل تنظيم كأس العالم، مؤكداً على تلاقي الثقافات المتعددة، كما رحّب بكل ضيوف قطر التي استطاعت التعامل مع شتى المنغصات المعروفة للجميع والتي لا داعي لذكرها.

ولم تتردد قطر بتقديم الهوية الإسلامية حين قام شاب من ذوي الهمم غانم المفتاح، بتلاوة بعض الآيات من القرآن الكريم بكل فخر عن تعدد الجنس البشري، كما دار حوار إنساني مع الفنان العالمي مورغان فريمن، الذي كان اختياره مناسباً الذي تحدث عن أمنا الأرض.

وانطلق كأس العالم بعد أن قام تميم المجد، بإضافة الفخر لكل مواطن قطري باستضافة دولة قطر لمونديال عام 2022م وهو إنجاز يُضاف إلى إنجازات سابقة ولسوف تستمر عملية اجترار الانجازات في شتى المجالات وهذا ما استشفه كل مَنْ زار قطر. وكم سعدت عندما حضر الداعية الإسلامي الدكتور ذاكر لتقديم بعض المحاضرات عن سماحة الدين الإسلامي رغم أن قطر أوضحت أنها لم توجّه له الدعوة رسمياً لحضور فعاليات كأس العالم بعد أن أثار حفيظة جمهورية الهند غير المبررة!

وكانت هناك فعاليات أخرى وهي عرض نسخ من القرآن الكريم بلغات عدة تم توزيعها على ضيوف قطر، إضافة إلى تجربة النساء غير المسلمات ارتداء الحجاب وكتابة أسماء مَنْ أراد باللغة العربية الفصحى. وقد فرحنا باعتناق البعض للدين الإسلامي رغم أننا لا نملك إحصاءات دقيقة، ولكن أعتقد أن الانجاز الكبير الذي نجحت دولة قطر الحبيبة بتسجيله هو تغيير الأفكار السلبية المسبقة عن العرب والمسلمين من حيث تقويض فكرة الإسلامو فوبيا لدى الآخرين، حيث إنهم سيعودون إلى بلدانهم بأفكار جميلة جديدة عن قطر والعرب والمسلمين خاصة بعد أن لمسوا الكرم الحاتمي، وهذا ليس غريباً على أهل قطر.

ويأتي كأس العالم بقطر ليكون بيئة صحية لحوار الحضارات في بوتقة راقية بين مختلف البشر الذين ينتمون إلى ديانات وثقافات متعددة. وكانت الازدواجية في المعايير حاضرة عند بعض الدول الأوروبية وفي مقدمتهم بريطانيا وألمانيا. ولم تنقل «البي بي سي» حفل الافتتاح كاملاً، وقامت وزيرة الداخلية الألمانية بسلوكيات غير لائقة بمنصبها، وكذلك المعلق الألماني الذي اعتذر، وسلوكهما غير الحضاري لا يُمثل الشعب الألماني الذي انتقدهم وفي مقدمتهم اللاعب الألماني مولر، حيث الاستماتة حول الترويج للمثليين، بيد أنهم رفضوا فكرة قيام مواطن قطري بحمل صورة اللاعب الألماني مسعود أوزيل، الذي تم التعامل معه بعنصرية مقيتة، فكان القدر أن تخرج ألمانيا من المونديال بصورة مخزية لأنها كانت تفكر بغير كرة القدم.

وكم كان جميلاً محاولة الكثير من ضيوف قطر التعرّف على الثقافة المحلية للشعب القطري مثل ارتداء الكثير منهم «للغترة والعقال». ومن أهم النقاط هو دفاع رئيس «الفيفا» عن قطر وتذكير بعض الأوروبيين المتعصبين عما ضم التاريخ من أمور غير إنسانية بحق شعوب أفريقيا وآسيا.

وكم كانت نتائج المنتخبات العربية مشرّفة، خاصة المنتخب السعودي الذي هزم الأرجنتين، وكذلك تونس التي غلبت فرنسا وخرجت مرفوعة الرأس، إضافة الى المغرب التي غلبت بلجيكا وتأهلت، وقد لاحظنا أن الفروقات الفنية تقلّصت كثيراً بين مستويات المنتخبات.

ولقد كانت فلسطين حاضرة بكل آلامها أمام العالم، حيث أجمعت الشعوب العربية على التأكيد بحقوق الشعب الفلسطيني ورفض التعامل مع وسائل الإعلام الصهيونية التي تعرّضت لأكثر من صفعة عربية، حيث إن الشعوب العربية وبعض الشعوب الأجنبية دافعت عن حق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أحرج مَنْ عمل أو شجع على التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي فضح أمره عالمياً. همسة: اللهم احفظ قطر، أميراً وشعباً من كل مكروه، اللهم آمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي