رأي نفطي
(أوبك+) والسقف الأوروبي!
ماذا سيكون عليه أمر دول (أوبك+) أمام السقف الأوروبي لسعر النفط الروسي وبيعه عالمياً؟.
... بعد أن حددت الدول الأوروبية سعراً لـ «الخام» الروسي، في نطاق 60 دولاراً للبرميل، وهو المعدل الذي يؤذي دخل روسيا القومي من النفط، في محاولة لمنعها من استخدام الإيرادات النفطية في حربها وغزوها لأوكرانيا.
وأمام القرار الأوروبي، ماذا سيكون قرار المنظمة النفطية حيال «العضو الرفيق» الروسي. وهل من زيادة أو الأمتثال للمعدل الحالي من الخفض والبالغ 2 مليون برميل، في حين أن نسبة الالتزام ما دون مليون برميل في اليوم، مما يعني عدم وجود طاقة إنتاجية فائضة سوى ملايين عدة؟.
في الوقت ذاته، لم يؤد المعدل الأخير من الخفض الغرض المطلوب للحفاظ على معدل 90 دولاراً للبرميل، وهو تحدٍ آخر للدول الأعضاء للحفاظ على هذا المعدل بقدر الإمكان، وهو المطلوب الحقيقي لتكملة دول (أوبك+) خططها ومشاريعها الاستثمارية. كما تواجه المنظمة تحدياً للوصول إلى معدل انتاجي يلائم جميع الأعضاء، بالتزامن مع الإجراءات والقرارات الأوروبية، ودول السبع، حيال العضو الأكبر من (أوبك+).
واجتماع (أوبك+) بالأمس، أختلف عن باقي الاجتماعات... حيث تم تغيير المكان في آخر لحظة، وبدلاً من أن يكون مباشراً وحياً في مقر المنظمة النفطية وبوجود الصحافيين والإعلاميين، كان عبر الشاشات، مما يعني اتفاقاً مسبقاً، والعنصر الآخر المهم، هو الاقتصاد الصيني والنمو وسط الأخبار المتضاربة حول «كوفيد»، ومدى إعادة الإغلاق والتشديد والحصول على معدل «صفر كورونا»، وهل من نمو صيني مستمر. مما سيساعد على زيادة الطلب ومن ثم استعادة الإطار السعري المطلوب؟.
والأمر الآخر، هو التوجه الأوروبي ودول الـ7 الكبرى بتحجيم وتحديد الصادرات الروسية إلى الخارج. لئلا تستفيد روسيا من الإيرادات النفطية في مساعدتها في حربها واحتلالها لأوكرانيا. وحتى لا تستفيد من المعدلات الحالية للنفط، وان تظل في نطاق 60 دولاراً، وفي منع التصدير الخارجي إلا بوجود وثائق رسمية مصدقة ومثبتة فيها سعر النفط الروسي حسب قرار الدول الأوروبية ودول الـ7 الكبرى، ومن ثم الموافقة على الشحن مع أوراق التأمين والضمان للإبحار عالمياً.
وأيضاً، مدى موافقة روسيا على الشروط الأوروبية الصعبة، والتي تمس بصلب سيادتها، وهي من الدول الكبرى، وكيف ستتصرف بقية أعضاء المنظمة وفق هذا القرار.
وهل سيأتي الدور على بقية دول منظمة (أوبك+) بمشاركة دول الـ7 الكبرى؟. وماذا سيكون الرد...؟ خفض الإنتاج، أم الإبقاء على المعدل الحالي من الخفض، أو سيكون اجتماعاً لاحقاً أستثنائياً لمتابعة الأوضاع النفطية؟.
قد يتفق الأعضاء على الإبقاء على المعدل الحالي موقتاً، ومن ثم يتم القرار النهائي الصائب. لكن يبقى على روسيا إما الموافقة على 60 دولاراً، أوعدمها.
كاتب ومحلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com
