رأي نفطي

المصافي تتفوق

تصغير
تكبير

تحقق المصافي النفطية عوائد مالية فائقة وبأكثر من 15 دولاراً عائداً مالياً على البرميل من النفط الخام، وهذا لم يحدث منذ أعوام كثيرة وبهذا الحجم.

ونحن في الكويت محظوظون مع تحديث مصافينا والإنتهاء من بناء مصفاة الزور، لنمتلك طاقة إنتاجية تعادل تقريبا 1.450 مليون برميل في اليوم، من أفضل وأحدث المشتقات من المنتجات البترولية المكررة، والمناسبة للبيئة وحسب المواصفات العالمية والمطلوبة حالياً، لنغزو أسواق جديدة، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، أوروبا وآسيا.

والسبب المباشر لهامش الربح للمصافي العالمية بسبب النقص في المشتقات النفطية يعود لعزوف الشركات النفطية الأجنبية بالاستثمار في قطاع التكرير، خصوصاً في الولايات المتحده الأميركية وأوروبا. وكذلك بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أدى إلى مقاطعة النفط الروسي، ومن ثم خفض التكرير في المصافي الروسية والمشتركة في أوروبا. وقد تظل المقاطعة لفترة طويلة، وستحدث تغييراً جذرياً في الخريطة النفطية مع تبدل في المواقع البترولية وجغرافيتها.

ويبلغ إجمالي الطاقة التكريرية في العالم نحو 100 مليون برميل في اليوم، ويعادل تقريباً إجمالي استهلاك العالم من النفط الخام، تتصدرها أميركا بنحو 19 مليوناً، تليها الصين 17.5 مليون، وقد تصل طاقتها التكريرية إلى أكثر من 20 مليوناً بحلول 2025، لتنافس وتتفوق على الولايات المتحده الأميركية. ثم دول منظمة أوبك بنحو 13 مليوناً، أكبرها المملكة العربية السعودية بنحو 3.500 ثم روسيا بنحو7 ملايين و الهند 5 ملايين برميل في اليوم.

ومع إغلاق بعض المصافي الأميركية بسبب تحذيرات الإدارة بوقف الاستثمار في المصافي والتحول عن الوقود البديل الأحفوري انخفضت الطاقة التكريرية بأكثر من 6 في المئة، وكذلك بسبب العواصف والكوارث الطبيعية في الولايات الجنوبية، ما أدى إلى إغلاق بعض المصافي فيها، ويكمن السبب الأهم في تحذير الإدارة الأميركية بالتحول عن الوقود الأحفوري ما أرعب المنتجين المحليين في زيادة إنتاج النفط الخام والاستثمار في قطاع التكرير.

ومفاد ذلك، أنه يدفع إلى الاستيراد من الخارج، وهي الفرصة المناسبة لمصافي التكرير في الخليج العربي وآسيا، وتحقيق عوائد وفوائد مالية أعلى.

ونحن في الكويت نمتلك أيضاً 3 مصافٍ مشتركة في الخارج، الدقم في عمان، وفيتنام حيث بدأت تحقق الأرباح مع تحسن أداء المصفاة وهامش الربح والعائد المالي على النفط الخام، والمصفاة الثالثة في ميلانو في إيطاليا، بإجمالي طاقة إنتاجية تبلغ نحو600 ألف برميل في اليوم. والتحدي الحقيقي للقطاع النفطي سيكون ماذا لو طلب منا تزويد هذه المصافي بالنفط الكويتي، وهل نمتلك الكمية المطلوبة، حيث إن عند معدلنا الحالي من إنتاج النفط الخام البالغ 2.800 مليون برميل في اليوم، هل سيكون بإمكاننا تزويد هذه المصافي بالنفط الخام الكويتي عند المعدل الحالي للإنتاج؟

وإجمالي قطاع التكرير سيكون في حدود 1.450 مليون وسننتهي بـ750 ألف برميل من النفط الخام للتصدير الخارجي. حينئذ، ماذا سيحدث لزبائن مؤسسة البترول من النفط الخام، حيث المتبقي من النفط الخام في نطاق 750 ألف، بمعنى أننا لا نستطيع تزويد حتى زبائننا الحاليين شرقاً وغرباً، وماذا عن القيمة المضافة المطلوبة من بيع النفط الخام، بحكم الالتزام بسياسة 50 في المئة ما بين بيع النفط الخام والمشتقات النفطية المكررة، لكننا الآن خارج هذا النطاق، وهامش الربح من المصافي قد لا يدوم كثيراً، وعلينا الرجوع إلى النفط الخام؟

هل من سأل، وهل من أجاب؟

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي