No Script

على الهواء

د. نجم عبدالكريم... من نجوم بلادنا

تصغير
تكبير

هو تربٌ من أترابي في أواخر الأربعينات، ملعبنا في حي الصوابر مقبرة (السيدة) متثلمة الأسوار يعبر منها من يختصر طريقه إلى مكان دروازة العبدالرزاق والعائد منه.

قبور هذه المقبرة دارسة، والبلاد لم تدخلها الكهرباء بعد، لذا فإن المقبرة موحشة في الليل، أنا من الذين يخافونها ليلاً، ويألفونها نهاراً، الفريق الأجرأ منّا من يضمه نجم عبدالكريم، الفريق المسالم يجلسون تحت الساس... أما الجريئون فيقودهم نجم دون خوف ولا وجل... ويتمتع بجسم قوي تكون الغلبة لجانبه لجرأته وشجاعته.

والده عبدالكريم، هجرَ الكويت عائداً إلى العراق، ورفض العودة ابنه نجم لحبه الكويت، كانت لديه حسينية أمام بيت الحاج حسين الصايغ، غضب عليه والده لأنه لم يدخل الحسينية ليساعده، زرته وهو يرقد في مستشفى العظام لإصابته بكسر في ساقه وكان معي الأخ صالح موسى (أبو سعود) في الإذاعة، وأردت أن أعرف أنفسنا، فقلت للحاج عبدالكريم أنا صديق الأخ نجم... فقال: عوفوه هذا شيوعي خارج عن طاعة الله، هكذا كان البعض يطلق على القوميين اسم الشيوعيين، فسَادَ هذا المعتقد إلى وقت قريب... كان نجم عصامياً علّم نفسه بنفسه في المراحل التعليمية الأولى.

عمل في بدّالة وزارة المالية ليعيل نفسه دون أن يعتمد على أحد.

كان وكيل وزارة المالية من أسرة الحمد، فبمجرد أن يرفع التلفون يلبي طلبه نجم بسرعة، فسأله الوكيل كيف حصلت على الرقم بهذه السرعة؟... فيجيبه: أنا أحفظ الأرقام ولا أكتبها... فأعجب به وبذكائه الحاد...

د. نجم له ذكاء حاد، كتب مسرحية باللهجة المصرية، كان يُلقيها بين أصدقائه حفظاً دون ورقة، فقال بعض أصدقائه المصريين إن هذه الملَكة من الحفظ لا مثيل لها بيننا، وغارَ البعضُ من هذه الظاهرة.

مثّل فيلماً مصرياً ووضع اسمه على الشاشة قبل نجوم السينما المشهورين المصريين.

عند تهديد عبدالكريم قاسم، الكويت تولى قيادة فريق التمثيل في الإذاعة... معظم أدواره يُلقيها ارتجالاً، وابتعد معظم الممثلين خوفاً من عقوبة العراقيين أثناء تهديد عبدالكريم قاسم.

استأجر نجم من محطة الـ «BBC» العربية ساعتين ليدافع فيها عن الكويت أثناء الاحتلال، تظاهر في حديقة (الهايد بارك) خطيباً، بينما اختفى كويتيون من الظهور... وطلب نجم من أحد المشهورين أن يظهر ليتحدث دفاعاً عن الكويت فرفض، وقال صراحة إنه يخاف من العراقيين في لندن... بينما نجم كان المتحدث طوال الأيام يهاجم الغزاة.

وقبل ذلك قاد مظاهرات سار فيها أمام الجموع مدافعاً عن الكويت في أزمة عبدالكريم قاسم، كان يذيع بصوته، امتنعت الجالية الغالبة قائلة هذا شأن كويتي - عراقي لا شأن لنا به وهناك الكثير من الذين اشتروا الجنسية.

د. نجم ماذا يُراد منه حتى ينال رضا البعض؟

عبّرت أعماله صدق حبه للكويت، هذه حكاية شخص كويتي ائتمنه كل أمواله في الغزو فحافظ عليها بأمانة... ولم يجد ذاك الشخص من يأتمنه من أصدقائه وأقاربه فوجد الصدق والأمانة والوفاء والحب في نجم عبدالكريم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي