الأغنية تُجدد تربّع الفنان «سلطاناً للطرب»
«بيتكلّم عليّا»... إبداع سمعي وبصري لجورج وسوف
- الأغنية أعادت التعاون بين الوسوف وزياد برجي بعد 11 عاماً
- المخرج إيلي سمعان ترجم النص الشعري ليأتي على هيئة لوحة درامية
- المزج بين الحقيقة والتمثيل في الفيديو كليب أتى مقنعاً
«واحدة من أفخم وأرقى الأغاني في آخر 15 سنة على الساحة العربية.
كلام، صوت، لحن، توزيع، تمثيل، تصوير»... جملة تختصر الكثير من تعليقات جمهور «سلطان الطرب» جورج وسوف، بعد استماعه ومشاهدته لأغنيته الجديدة «بيتكلم عليّا»، التي أطلقها أخيراً عبر قناته الرسمية على «يوتيوب».
خلال 389 ثانية، من الإبداع السمعي والبصري الذي قدمه «أبو وديع»، يُمكن القول إن الأغنية الجديدة استطاعت أن تُجدد تربّعه «سلطاناً للطرب» على عرش الأغنية العربية، لما تحمله من أركان الفن المتكامل.
«بيتكلّم عليّا»، التي كتب كلماتها الشاعر المصري أمير طعيمة، لحّنها الفنان اللبناني زياد برجي، بعد 11 عاماً من تعاونهما على صعيدي الشعر واللحن بأغنية «بيحسدوني» (العام 2011)، فيما جاء التوزيع من توقيع زاهر ديب، حيث تم تسجيل العمل في (استديو هادي شرارة) مع مهندس الصوت إيلي برباري.
أما على الصعيد البصري، فقد ترجم المخرج إيلي سمعان النص الشعري الجميل ليأتي على هيئة لوحة درامية، أظهر فيها وسوف بصفته الحقيقية وأشركه كممثل، وإن كان بتعابير بسيطة، رافقت وقوفه فوق خشبة المسرح يغني، ليتناغم مع أداء كل من الفنان السوري عابد فهد، الذي تربطه علاقة صداقة متينة مع «أبو وديع»، إلى جانب كل من السوري عبدالمنعم عمايري واللبنانية زينة مكي، وفق سيناريو بسيط وسلس وبفكرة جميلة.
المزج بين الحقيقة والتمثيل أتى مقنعاً، بدءاً من هتاف الجماهير «أبو وديع»، الذي يملأ حفلات الفنان، مروراً بتواجد الممثلين كحاضرين للحفل الذي يُقام على خشبة مسرح فخم يُمكن تسميته «دار أوبرا»، وصولاً إلى إشارة التحية التي يوجهها وسوف إلى فهد في أواخر الأغنية، وهما كما ذكرنا تربطهما علاقة صداقة قوية في الواقع.
أيضاً، كان لاستعراض النار على خشبة المسرح من قبل رجل وامرأة تموضعه الصحيح، إذ يختصر الرسالة التي تتضمنها كلمات الأغنية التي لم تكن عبارة عن أغنية عادية بكلمات مليئة بالحب والغزل، بل تمثلت بقصة قصيرة مغلّفة بالعتب واللوم من صديق تعرّض للخيانة على يد صديقه... والسبب امرأة.
الأغنية الجديدة، أعادت المستمع إلى زمن الطرب الجميل، الذي كان قد عودنا عليه «أبو وديع» في أعماله الغنائية القديمة، والتي باتت نادرة في أيامنا الحالية، مع وضع لمسة أشركت «كوبليه» من أغنية «أي دمعة حزن لا» لـ«العندليب الأسمر» الراحل عبدالحليم حافظ، وهي إحدى أغنيات «الزمن الجميل» التي سبق وقدمها «سلطان الطرب».
ويقول مطلع الأغنية التي جاءت باللهجة المصرية البيضاء: «بيتكلم عليّا ويقول فيا وفيا... وأنا عمري ما جبت سيرته غير بخير / يلي ما عمريش جرحته... سايبه يغلط براحته مع إني أقدر أقول حاجات كتير / بيقول ما يقول ماهو كل يا قلبي ما نتألم... بالوقت أنا وانت هنتعلم، علشان ما نكررش غلطنا ما يقول / عالحب اللي زمان جمّعنا، على أشواقنا وعلى أوجاعنا، كان وهم قابلناه في سِكِّتنا... ما يقول».