يجب علينا أن نميل -كل الميل- إلى أن نكون متفائلين، ولا نسعى إلى التشاؤم، بل علينا أن نبحث عن أوجه الجمال في أي شيء قد يراه المحيطون بنا قبيحاً.
هذه المسألة تعلمتها من بعض أساتذتي، كما أن الحياة علمتني إياها، وأتمنّى أن يسير على منهجها الجميع، حيث إنها السبيل إلى التفوّق والنجاح.
فحينما نرى شاباً يعبث بسيارته في الطريق العام، ويروّع الناس، بسرعته الجنونية أو يقوم بفعل أمور خطرة مثل (التقحيص)، فإننا لا نقول إن هذا الشاب مستهتر ولا خير فيه، بل يجب النظر إليه من زاوية أخرى، فلعلّ هذا الشاب لم يجد من يفهمه الخطأ من الثواب، وقد يأتي اليوم الذي يعرف فيه من إنسان حكيم أو قريب له، أن هذا الأمر فيه خطورة على حياته وحياة الناس من حوله. كذلك، حينما نجد طلاباً لا يقدّرون أساتذتهم في المدارس، ولا يحفلون بمسألة التعليم، ولا يهمهم ضعف تحصيلهم العلمي، فإننا سنقول إنهم ما زالوا صغاراً، وستعلمهم الحياة، أو سيضع الله لهم في طريقهم من يصلح أحوالهم، ويعيدهم إلى الطريق الصحيح الذي من خلاله سيكونون من المتفوقين.
هذه أمور بدهية، علينا أن نأخذها مأخذ الجد، خصوصاً مع من لا تزال مداركهم تتشكل، حيث إن الأمل لا يزال معقوداً في أن يصلوا إلى الصواب ويبتعدوا عن الخطأ.
ولكن ما الذي نفعله مع من تشكّلت مداركهم، بل وصلوا إلى أعمار من المفترض أن تصقلهم بالحكمة والرصانة، ثم نجدهم يتجهون إلى الخطأ، بل يدمنونه، وربما يكون هذا الخطأ الذي يرتكبونه له أثر مدمر على المجتمع والوطن، مثل الرشاوى والفساد والوساطات وسرقة المال العام وتزوير الشهادات العلمية وغيرها ؟
بصراحة، هؤلاء لا يصلح معهم مسألة التفاؤل والتشاؤم، بل هم أناس غير جديرين إلا باستخدام قوة القانون ضدهم، فهم يعون ما يفعلون، بل هم متعمدون، من أجل تحقيق مصالحهم في الكسب غير المشروع على حساب الوطن.
ومن هذا المنطلق، فيجب على أفراد المجتمع كافة، اعتبارهم فئة ضلت طريقها، وتريد تخريب مقدرات الوطن، ومن ثم فإننا سنتصدى لهم بكل حزم. وليس أمامنا حيال ذلك إلا تطبيق القانون من دون رحمة أو شفقة.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وأهلها وكل من يقيم على أرضها من كل مكروه.