No Script

حروف باسمة

فكرٌ وعِبر

تصغير
تكبير

الأيام تترى والناس يغدون فيها ويروحون في جد وحماسة وإقدام.

ويتأملون صوراً ويعيشون مشاهد ويرون أهدافاً، وكلٌ يجد السير عنها ونحوها وتتكاثر الأمم حتى تجاوز عدد سكان الكوكب الثمانية مليارات.

وتُرجِع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية.

إن الناس باتوا يعمّرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية، كما أن الأمر يأتي ثمرة لارتفاع معدلات الخصوبة، خصوصاً في بلدان العالم الأكثر فقراً ومعظمها في منطقة أفريقيا، ما يعرّض أهداف التنمية إلى خطر، فماذا يعني تجاوز عدد سكان العالم الثمانية مليارات؟

وهل هناك مخاوف حقيقية على الموارد المتاحة للبشر في المستقبل؟

يقولون إن الموارد تزداد بمتوالية عددية، والسكان يتزايدون بمتوالية هندسية مع محدودية الموارد، هذه الزيادة تشكّل عبئاً وخطراً على المجتمع الدولي عموماً وليس على دول محددة لأن في الغالب هذه الزيادة تكون في الشباب، وذلك الحال في تحسين أعمار السكان حيث إن متوسط الأعمار (80) و(85) عاماً، وهذا يشكّل ضغطاً كبيراً على الموارد الاقتصادية في مواطن غير مناسبة لمثل هذه الزيادة، كالمعاناة من سوء المناخ وارتفاع درجات الحرارة وشح الأمطار والجفاف الذي يؤثر على مناطق كثيرة في بلدان العالم كانت من المناطق المنتجة للغذاء هذه مشاكل ومخاطر تهدد أمن واستقرار السكان.

التقارير تتحدث عن ثلث الغذاء المنتج في العالم بأنه يرُمى بينما يعاني الناس من الجوع وسوء التغذية، يقولون إن هذا يرجع إلى سوء التوزيع حيث نجد معظم الفقراء يتواجدون في أفريقيا التي ضربها التصحر والجفاف منذ سنوات طويلة وتركز الثروات في المجتمعات المتقدمة هي واحدة من هذه الأسباب التي تؤدي إلى ذلك.

إن الكثير من الطعام يلقى في البحر من أجل المحافظة على مستويات أسعار محدّدة، فالبرازيل ترمي كميات كثيرة من البن في البحر من أجل المحافظة على الأسعار.

هكذا نرى مشاهد وآلاماً تعج بها أصقاع العالم من مشاهد للفقر والحاجة والجوع، في حين أن بعض الإنتاج يُرمى في البحر من أجل المحافظة على قيمته... فساعدَ الله الذين يتضوّرون جُوعاً، والذين يبيتون في صقيع الشتاء وقوتهم الفاقة البالية... فحيّا الله أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي الكريمة التي تُمد إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين والمعوزين في جميع أنحاء الدنيا ليخففوا عنهم مِحنهم ويمسحوا على قلوبهم بالخير والاستقرار والسكينة.

لم يزل الخير ينشر من أيادٍ بيضاء وعيون ممتلئة بالرقة وقلوب مفعّمة بالخير.

نشكر الله الكريم على نعمه الكثيرة التي أنعمها على هذه الديرة الطيبة وأهلها.

إذا كان شكري نعمة الله نعمة

عليّ له في مثلها يجب الشكرُ

فكيف بلوغ الشكر إلّا بفضله

وإن طالت الأيام واتصل العُمرُ

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي