دعوات لتقليل الاعتماد على الاستيراد في ظل ما تشهده السوق العالمية من غلاء
دعم الأعلاف... ضرورة للأمن الغذائي
في ظل حرص الدولة، بجهاتها المعنية، على توفير الأمن الغذائي، والعمل الحثيث في هذا الملف، تبرز قضية مهمة، لم تأخذ نصيبها من الاهتمام، على الرغم من تأثيرها المباشر في الإنتاج الغذائي المحلي، وهي قضية الأعلاف التي تشكل هاجساً مؤرقاً للمربين، في ظل ما تشهده السوق العالمية من غلاء تفرضه ظروف الحرب في أوكرانيا.
فالأعلاف تعدّ من الروافد الاقتصادية المهمة في دعم الثروة الحيوانية وتنميتها، ذلك لأن توافر المنتجات الحيوانية وجودتها، يرتبطان بما يتوافر للحيوان من علف ذي قيمة غذائية عالية، وهو ما حدا بالدولة للتوجه نحو تشجيع المزارعين على زراعة الأعلاف الحيوانية الخضراء في الكويت، لضمان توافرها في ظل الأوضاع الاقليمية والدولية الملتهبة التي قد تؤدي إلى توقف الاستيراد من الخارج في أي وقت، ما يسبب أزمة محلية كبيرة، لأن الكويت تعتمد على العلف المستورد بنسبة 80 في المئة.
وإزاء هذه الظروف، ونظراً لما تمثله الأعلاف من ضرورة للأمن الغذائي، فقد ارتفعت الأصوات بضرورة أن تدعم الدولة الأعلاف، وتهيئ الأرضية المناسبة للإنتاج المحلي منها تحسباً لأي تطورات طارئة، ولاسيما أن المزارع الكويتية لديها القدرة على الإنتاج، ولكن ينقصها الدعم الحكومي لتؤدي دورها وتقوم بمهمتها في تأمين الأعلاف محلياً.
عبدالله الدماك: بدعم حكومي... قادرون على الإنتاج
قال رئيس الاتحاد الكويتي للمزارعين عبدالله الدماك لـ»الراي» إن «المزارع الكويتية لديها القدرة والإمكانية في زراعة الأعلاف الخضراء، ولكنها تحتاج الى الدعم الحكومي للنهوض بهذه المزارع والتي ستساهم بشكل كبير في توافر تلك الاعلاف»، مشيراً إلى أن «الهيئة العامة للزراعة قامت بتوزيع مزارع للأمن الغذائي، وخصصت أجزاء منها لزراعة الأعلاف الخضراء، مشدداً على أهمية قيام المزارعين بدورهم في زراعة المساحات الخالية بالأعلاف الخضراء لتوفير الغداء لحيواناتهم ولسد النقص في السوق المحلي».
عبدالحكيم الأحمد: طلبنا من «الهيئة» أرضاً لزراعة الأعلاف
أكد رئيس اتحاد منتجي الالبان الطازجة عبدالحكيم الأحمد لـ»الراي» أن مزارع الأبقار بحاجة كبيرة إلى توافر الأعلاف الخضراء، خاصة أن ما يتم توافره من الأعلاف المدعومة حالياً، لا يفي بالحاجة.
وذكر الأحمد أن «الاتحاد طلب من الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية توفير أرض بمساحة 30 كيلومتراً مربعاً في مزارع الأبقار في الصليبية الزراعية لزراعة الأعلاف، لضمان توافر هذه المادة الغذائية المهمة في جميع الاحوال والظروف».
ناصر العازمي: يمكن أن نقوم بالزراعة في السودان
أشار المزارع ناصر العازمي إلى أن مزارع الكويت صالحة لإنتاج الأعلاف الخضراء، ولكن الزراعة تحتاج الى مساحات كبيرة، بالإضافة إلى ضرورة توافر المياه، وإن كانت مالحة مع أهمية الدعم الحكومي لزراعتها.
واقترح العازمي في تصريح لـ»الراي» أن «نقوم بالزراعة في السودان، حيث الأراضي الشاسعة وتوافر اليد العاملة، ويخصص إنتاج الأرض للكويت»، لافتاً إلى أن بعض الدول الخليجية طبقت هذا المقترح لتوفير الأعلاف الخضراء.
مساعد يحيا: تخصيص أراضٍ لزراعة الأعلاف فقط
شدّد المزارع مساعد يحيا العازمي على أهمية تأمين الأعلاف الخضراء في الكويت، عن طريق توزيع أراض خاصة لزراعة الأعلاف، مع تقديم الدعم لأصحابها، لافتاً في تصريح لـ»الراي» إلى أن «الزراعة داخل الكويت أكثر فائدة من الزراعة في الخارج، وخاصة أن البلاد تمتلك أراضي شاسعة وخالية، ويمكن إعمارها عن طريق منحها للأكفاء لزراعتها، وفق عقد مدته سنتان أو ثلاث، وسحبها ممن لا ينفذ بنود العقد، وتُعطى للمزارع النشط تشجيعاً له».
فيصل الدماك: الزراعة بدل الاعتماد على المستورد
عبّر المزارع فيصل الدماك عن سعادته بالتوجه الحكومي لتشجيع المزارعين على زراعة الأعلاف الحيوانية الخضراء، وإن جاء متاخراً، لافتاً إلى «أهمية زراعة الأعلاف الخضراء بدل الاعتماد على المستورد من إيران وباكستان والسودان الذي قد يتوقف بأي وقت».
ولفت الدماك إلى أهمية تخصيص مزارع لزراعة الأعلاف الخضراء، وتقديم الدعم لأصحابها، مؤكداً على أهمية هذا التوجه.