مرئيات

هكذا علمتني الحياة

تصغير
تكبير

الحياة مدرسة لم يتخرج منها أحد، فالانسان فيها يبقى طالباً حتى اخر يوم في حياته، يبقى يتعلم ويستفيد في كل يوم يمر عليه وفي كل موقف من مواقف الدنيا السعيدة والحزينة.

يتعلم ويكتشف العديد من الاشياء والمعلومات والاشخاص. نعم قد تكون مخطئاً ومتوهماً انك تعرف ذاك الشخص عز المعرفة حتى تأتيك المواقف وتكتشف انك لا تعرفه حق المعرفة او ظهر بوجهه الحقيقي المغاير لما يحاول ان يظهر به امامك.

في هذه الدنيا، تكسب اصدقاءً جدداً حقيقيين لم تكن تتوقع منهم الكثير من العطاء والاخلاص، وتخسر اصدقاءً واقارب كنت تعتقد انهم سند وذخر فتكتشف العكس... يقول الشاعر:

وخلانٍ حسبتهم لي دروعاً

فكانوها ولكن للاعادي

وحسبتهم سهامٌ صائبات

فكانوها ولكن في فؤادي

ويقول الامام الشافعي:

جزى الله الشدائد كل خير

وان كانت تغصصني بريقي

وما شكري لها حمداً ولكن

عرفت بها عدوي من صديقي

لذلك،الحياة تبقى مدرسة نتعلم منها الدروس والعبر، في احداثها في مواقفها في حزنها في فرحها. لذلك الذكي والفطن هو الذي يستفيد من هذه الدروس.

كثير من المواقف تكشف لك المعدن الحقيقي للناس، فليست العبرة بقربة الدم او طول سنوات المعرفة، ولكن العبرة بالموقف ساعة الشدة وساعة الضيق وساعة الحاجة.

لذلك،نحن نستمر نتعلم من هذه الحياة ومن هذه المواقف، وقد يعتقد بعض المخادعين انك لا تعرف ولا تدرك حقيقة خداعهم ولا خيانتهم، ولكن الانسان القوي والصبور والذكي، هو الذي يعلم ويعرف كل مواقف الخذلان والخيانة ويتجاوزها حفظاً لقربة الدم او لجلسة جميلة جمعتهم مع بعض او لقمة طعام تشاركوا فيها، ان لم يصونوا هم هذه المقدسات الاجتماعية فوجب عليه هو صيانتها والحفاظ عليها حتى لا تنقطع صنائع المعروف بين الناس ولا ينقطع الوفاء ولا تنعدم المروءة في المجتمع.

في الختام، اهم درس تعلمته في الحياة، ان المقياس الحقيقي لاحترامك لذاتك، هو عندما تجلس لوحدك وترى نفسك في المرآة ان كنت مقتنعاً انك احترمت ذاتك لحفظك لكل مبادئ الصداقة والقرابة والزمالة والعشرة الطيبة، فانك ورب الكعبة قد ربحت نفسك.

وان كنت وانت جالساً لوحدك وترى نفسك في المرآة وترى عدم حفظ الود وعدم حفظ مبادئ الصداقة والقرابة والعشرة، فانت ورب الكعبة قد خسرت نفسك.

اللهم اجعلنا ممن نحفظ الود ونحترم المواثيق ونصدق بالوعود ولا نخون العهود.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي