رأي قلمي

لنرتاح ونريّح...!

تصغير
تكبير

العلاقات الاجتماعية والأسرية تستحق منا كل العناية والاهتمام، لأنها تعد من أهم مصادر سعادة الإنسان، وأهم مصدر لتربيته وإنضاجه.

المبادئ والأعراف والتقاليد والبنى الثقافية المختلفة والمصالح والأهواء والخلفيات التاريخية وغيرها، كل ذلك يمد العلاقات الاجتماعية بالأطر التي تتفاعل فيها، والأسس والنظم التي تحكم تفاعلاتها وتغيراتها.

وبما أننا نعيش في عالم يتغير فيه كل شيء بسرعة كبيرة، فإننا نتوقع أن يتغير الكثير من المفاهيم التي تخلق المعاني على تصرفاتنا الاجتماعية، وهذا يلزمنا بالمزيد من العمق والحذر والاهتمام في فهم مسيرتنا الاجتماعية ورعايتها. هناك الكثير من المبادئ والأفكار التي نعتقد أن مراعاتها ستعود على علاقتنا بالديمومة والارتقاء.

من غير الممكن إخضاع العلاقات الاجتماعية للتقنين، كما أن من غير الممكن دائماً وضع الحدود الفاصلة بين ما ترتبه العلاقات المختلفة من حقوق وواجبات، وبين ما يبادر به الفرد من باب الشهامة والنبل. تساوي المشاعر والمصالح بين الأقرباء والجيران، يدفع الناس إلى أن يتوقعوا من وراء علاقات القرابة والجوار والصداقة أكثر بكثير مما تتحمله.

من المهم لاستقرار العلاقات الطيبة واستمرارها، أن يفهم الطرف الآخر ما يمكن له أن يتوقعه، ولو بطريقة غير مباشرة من وراء علاقته بي، فذاك خير من صدمات شعورية وعاطفية، لها بداية وليس لها نهاية.

يعتقد بعض الناس أن على أقربائه وأصدقائه أن يوفروا له كل ما يحتاج من متطلبات مادية ومعنوية. لذا قد تكون أنسب طريقة لإيضاح ما لكل طرف أن يتوقعه من الطرف الآخر، هو إيجاد ثقافة اجتماعية ترسم معالم الأمور في إطار من ثوابت الشريعة وآدابها، وفي إطار من المفاهيم التي تشع بعض معاني الاستقلالية والخصوصية.

لا بد أن نتعلم المسامحة والتماس الأعذار، فالصديق الذي خالف العرف ولم يصطحب معه هدية في مناسبة اجتماعية سعيدة، قد يكون ناسياً، وقد يكون لا يملك ثمنها، وقد يكون حضر على عجل ليشاركك أفراحك ولم يتمكن من شراء الهدية، وغيرها من أعذار نلتمسها له، إلا إذا استمر هذا منه في كل المناسبات السعيدة، فإن علينا أن نشطب ذلك نهائياً من توقعاتنا منه، ونتعامل معه وفق النمط الذي يراه هو. «لنرتاح ونريّح».

M.alwohaib@gmail.com

@mona_alwohaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي