الجزائر تكتسي حلة جديدة لاستقبال الأشقاء
أول قمة عربية... بلا ورق
- عقبة شابي:
- القمم السابقة شهدت استعمال نحو 1.5 طن من الورق في جميع الاجتماعات
- الاجتماعات التحضيرية تمت من دون ورق وكل البرمجيات وضعت للعمل بطريقة كاملة
- الحفاظ على الموارد الطبيعية وتخزين المستندات وأرشفتها وإجراء التوقيعات الإلكترونية
تستضيف العاصمة الجزائر، اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء، اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الـ31، في ضوء تحديات عدة على الصعيدين العربي والعالمي، وعقب انقطاع للقمم العربية استمر ثلاث سنوات فرضته جائحة «كورونا».
وستبحث القمة العربية على مدى يومين عدداً من الملفات المهمة، في مقدمها توحيد الموقف العربي تجاه الأوضاع العربية والعالمية، وتعزيز التعاون العربي، والأزمات التي تواجهها بعض الدول العربية، وتجاوز التداعيات التي فرضتها جائحة «كورونا»، والصراع في أوكرانيا، وأزمة الطاقة العالمية.
واكتست الجزائر العاصمة حلة جديدة بمناسبة احتضانها القمة، التي تتزامن مع الذكرى الـ68 لاندلاع الثورة التحريرية التي تظل عنواناً لاستقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي.
وزينت مداخل العاصمة بأعلام الدول العربية المشاركة في القمة، ورفرفت الأعلام عند مداخل وساحات كل المؤسسات الرسمية والوزارات والشوارع الرئيسية والساحات العمومية، إلى جانب لافتات عملاقة نصبت في الطرق الرئيسية دونت عليها عبارات مثل «مرحباً بالأشقاءالعرب» و«أهلاً بضيوف الجزائر».
وللمرة الأولى في تاريخ القمم العربية، اعتمدت قمة الجزائر النشر الإلكتروني لتصبح أول قمة تعقد بلا ورق، في إطار مواكبة الرقمنة التي تشهدها الجزائر، حيث استحدثت وزارة الذكاء الاصطناعي أخيراً.
كما وفّرت الجزائر مركزاً ضخماً للمؤتمر، يحتوي على جميع الاحتياجات والتسهيلات للإعلاميين، من غرف مخصصة للوفود الإعلامية العربية واستديوهات للبث المباشر.
وقال مدير عصرنة العمل الديبلوماسي بوزارة الخارجية الجزائرية عقبة شابي، إن هذه القمة «هي أول قمة من دون ورق، والتي تعتبر سابقة في تاريخ القمم العربية»، مبيناً أنه «تمت بلورة المشروع ووضعه حيز التنفيذ، بعد تجربة مصر عبر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية، التي تمت أيضاً من دون ورق».
وأشار إلى أن «الجزائر قطعت أشواطاً مهمة في مجالات التحول الرقمي واستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، ما سمح لها بتوفير جميع الشروط الضرورية حتى تكون قمة الجزائر 2022، أول قمة عربية من دون ورق»، موضحاً أنه «تم خلال الأشهر السابقة تشكيل فوج عمل من مختلف القطاعات الوزارية للنظر في إمكانية تجسيد هذه الفكرة، لتتم بلورة المشروع ووضعه حيث التنفيذ».
وفي شأن الهدف من هذا الإجراء، كشف شابي أن «القمم السابقة شهدت استعمال نحو طن إلى طن ونصف من الورق في جميع الاجتماعات على مستوى القمة، حيث يتم في كل اجتماع توزيع 150 نسخة تقريباً على المسؤولين الحاضرين»، مشيراً إلى أن «توفير هذا الكم الهائل من الورق وتجهيزات الطباعة والكوادر البشرية، ناهيك عن الوقت والتكاليف التي تتطلبها العملية، دفع للتفكير في رقمنة العملية وعقد قمة من دون ورق».
وعن البدائل الرقمية التي تم توفيرها، قال إن «جميع الاجتماعات التحضيرية الأربع تمت من دون ورق، وكل البرمجيات وضعت للعمل بطريقة كاملة»، لافتاً إلى أنه «جرى توفير أجهزة كمبيوتر بتقنيات عالية لكل الوفود المشاركة، تتضمن مسودات ومشاريع القرارات، ويمكن للوفود متابعة التغييرات، كما تم تجنيد كل التحضيرات اللوجستية للقمة من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية والتمكّن من تخزين المستندات وأرشفتها وإجراء التوقيعات الإلكترونية».