ماذا بعد أن بات «العصفور الأزرق» في قبضة «كبير المغردين»؟

No Image
تصغير
تكبير

ما إن استحوذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك بشكل رسمي أخيراً على «العصفور الأزرق» (شركة «تويتر») في صفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار أميركي، حتى بث تغريدة كتب فيها «Chief Twit» (أي إنه أصبح «كبير المغردين»)، ثم أعقب ذلك بزيارة إلى المقر الرئيسي للشركة في مدينة سان فرانسيسكو، حيث دخل حاملاً حوض مغسلة مصنوع من البورسيلان، ثم نشر فيديو للزيارة لاحقاً عبر حسابه، فأثار تكهنات من جانب متابعين رأوا في ذلك رسالة رمزية مفادها أنه يعتزم «تنظيف» منصة التغريد!

ولم تمر سوى ساعات قليلة على تلك الزيارة، حتى أقال ماسك عدداً من كبار مسؤولي «تويتر» التنفيذيين ثم غرد: «لقد بات الطائر حُرَّاً» (The bird is freed)، وذلك في إشارة أخرى إلى أنه قام بـ«تخليص» الشركة من سطوتهم، وإلى أنه يعتزم تغيير توجهاتها وسياساتها بشكل حاسم وجذري.

لكن في المقابل، يبدو أن «كبير المغردين» يدرك أيضاً أن بعض خططه تبدو راديكالية ومتطرفة بشكل خطير في نظر المعلنين، ولذلك فإنه قال قبل أيام قليلة إنه لن يسمح بأن تتحول منصة التغريد المصغر إلى «ساحة جحيم مجانية للجميع».

بعض التغييرات المتوقعة والمقترحة:

• الحسابات الوهمية

«الحسابات الوهمية» هي روبوتات البريد العشوائي التي تنشر طوفاناً من التغريدات. وقد وصف ماسك تلك الحسابات بأنها «المشكلة الأكثر إزعاجاً على تويتر»، ويرى أن حل تلك المشكلة هو من خلال التحقق من جميع البشر الحقيقيين واستخدام الصور ورسائل البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف لتوثيق والتأكد من هوية كل مغرد.

وصحيح أنه توجد لدى تويتر فعلياً ممارسات جيدة للكشف عن الحسابات الوهمية، لكن سيتعين على ماسك أن يتصدى لهذه المشكلة بشكل مختلف وأكثر صرامة إذا أراد أن يثبت أنه جلب تغييراً ملموساً إلى منصة التغريد المصغر.

• الإشراف على المحتوى

قال ماسك إن منصة تويتر «ستشكل مجلساً للإشراف على المحتوى له وجهات نظر متنوعة على نطاق واسع»، مشيراً إلى أنه «لن يتم اتخاذ قرارات مهمة في شأن المحتوى أو إعادة الحسابات المعلقة قبل انعقاد ذلك المجلس».

• حدود حرية التعبير

في أكثر من مناسبة، وصف ماسك نفسه بأنه «مؤيد لاستبداد حرية التعبير». وبعد أن تم حظر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على منصة «تويتر» في وقت سابق من العام الجاري، بث ماسك تغريدة كتب فيها: «سيكون الكثير من الناس غير راضين للغاية عن قيام منصات التواصل الاجتماعي بدوري القاضي والجلاد في ما يتعلق بحدود حرية التعبير».

لكن تصريحات ماسك هذه قد تتعارض مع مساعي «تويتر» نحو القضاء على السلوكيات السامة على المنصة. لذا، سيتعين عليه تحقيق توازن جيد على هذا الصعيد، لأن الأمر قد يؤدي أيضاً إلى تنفير المعلنين الذين هم طريقة «تويتر» الرئيسية لكسب المال.

• رسوم الاشتراك

في إحدى تغريداته، ألمح ماسك إلى أنه قد يقرر إزالة الإعلانات تماماً من «تويتر»، حيث كتب: «تتعزز قوة الشركات في إملاء السياسات بشكل كبير إذا اعتمد(تويتر)على أموال الإعلانات من أجل استمراريته».

لكن سيتعين على ماسك أن يضع استراتيجية موثوقة لتفعيل الاشتراكات والإعلانات المدفوعة من أجل حماية تدفقات إيرادات «تويتر»، وذلك لأنه تم تمويل صفقة شراء «تويتر» من خلال الاقتراض عالي التكلفة، وهو الاقتراض الذي سيحتاج إلى السداد بانتظام.

• زر التحرير (التعديل)

صحيح أن الدعوات المطالبة بإضافة زر التحرير ليست جديدة. ولكن في حين أن مثل هذا الزر سيسمح للمستخدمين بتصحيح أخطائهم الإملائية غير الضارة، إلا أنه قد يؤدي أيضاً إلى إثارة الجدل من خلال تغيير ذي مغزى في سياق الخطاب العام.

وسبق أن استطلع ماسك آراء متابعيه وسألهم عما إذا كانوا يريدون أن يستحدث «تويتر» زر تحرير، وجاءت النتيجة بتصويت 73 في المئة من بين 4.4 مليون متابع لصالح الفكرة. وقال أحد المستخدمين الذين ردوا على استطلاع ماسك إن زر التحرير يجب أن يكون متاحاً فقط لبضع دقائق وأن التغريدة الأصلية يجب أن تظل متاحة للجمهور، فوصف ماسك ذلك الاقتراح بأنه «معقول».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي