حروف باسمة
يا الله من مال الله يا كريم
هذا قول يطلقه الفقراء إذا أرادوا أن يطلبوا حاجتهم في هذه الديرة الطيبة.
كنا نسمعه قديماً والناس يهرعون إلى الفقراء ليساعدوهم ويمدوا إليهم أيادي الخير.
اليوم، وفي عالم تكثر فيه الأهوال وتضرب به الحروب وتعصف به هجرات الناس لطلب الرزق إلى أماكن بعيدة عن أوطانهم هرباً من الفقر، ولأهمية هذا الموضوع فقد خصصت المنظمة الأممية، في السابع عشر من أكتوبر كل عام «اليوم العالمي للقضاء على الفقر».
هذا العام اختارت الأمم المتحدة شعار الكرامة للجميع، لأن الكرامة هي الأساس للحقوق الأساسية الأخرى كافة، والذين يعايشون الفقر المزمن ويعانون بشكل مباشر من الحرمان من كرامتهم ومن غياب احترامها بشكل يزول فيه أي معيار للعدالة.
فلا تخطئ عين الاعتبار القوي بين زيادة الفقر وغياب المساواة، وتتعدد الآراء نحو هذه القضية فمنهم من يقول:
استطاع فقراء العالم العربي أن يتعايشوا مع الأزمة بالتنازل عن الرفاهية، وبالتركيز على الضروريات والأدوية فقط.
ومنهم من يؤكد على ترك الرفاهيات والزيارات والمجاملات من أجل الحصول على وجبتين رئيسيتين.
ومنهم من يقول لا يمكن لأحد أن يعترض على الفقر في بعض البلدان العربية لأن من يعترض تكون عاقبته وخيمة.
إشارات كثيرة وآراء متعددة حول الفقر وماهيته، وماذا يصنع في الأوساط التي يحل فيها؟
فلو استبصر المستبصرون وتعاون الناس من أجل العناية بالناس وجعلوا شعار خير الناس من نفع الناس، لإنتشر الخير في أوساط المجتمعات واختفت آفة الفقر وحل الخير، وشعر الناس به واستشعروا بالغنى بجميع مفاهيمه وأشكاله وأنواعه وصنوفه.
حقاً:
لو أنفق الناس زكاة المال
لم يبقَ في الأرض فقير الحال
