اشتريتُ قفصاً كبيراً بداخله دجاجتان وديك ووضعتها فوق السطح، وذلك لتغيير تصميم البيت الكويتي القديم الذي كان لا يخلو من «حوش للبهايم أو الدواجن». وهدفي من وجود هذه الدواجن، هو الاعتماد على الذات في توفير البيض واللحم الأبيض لبيتنا العامر في الأزمات العالمية والوقوف ضد جشع التجار.
وقبل نزولي من السطح سمعت صوتاً ينادي «لو سمحت لو سمحت أنت شاريني ليش؟ أنا ديك ما أبيض! انتوا الكويتيين مصرّين إن الديك يبيض»!
طبعاً أنا وبكل دهشة واستغراب وخوف، التفتُّ وإذا بديك يتحدث عادي مثل أي إنسان... قلت «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
«قالي لا تخاف أنا ماني جني أنا ديك بس عندي قدرات التحدث باللهجة الكويتية والعربية الفصحى».
اقتربت منه وأنا أسمع ركبي من الخوف... قال الديك: «يا أخي أنت تبي بيض هذا الدجاج يبيض لكم أنا ماخذني ليش؟ أنت ما تبي اكتفاء ذاتي وأمن غذائي.. طيب الديك شكو؟»، قلت له: «شوف أنا أخذت دجاجتين عشان يبيضون لي أربع بيضات يومياً، ثنتين تخزين وتموين يمكن تقوم الحرب العالمية الثالثة والنووي، يكون الواحد مستعد عنده بيض ومنها ثنتين يرقدون عليهم وننتج دجاج زيادة ويزيد إنتاج البيض».
الديك: «الحين ما عندكم سالفه يا الكويتيين إلّا البيض، هذه أولوياتكم... حجي بلدكم ترتيب كل شي فيه الأخير تعليمياً وصحياً، وهذا غير أزمة سكن وأزمة مرور وشوارعكم تلوّع الكبد وأزمة بطالة ومخرجات تعليم ما لها شغل في سوق العمل وتركيبة سكانية لها أول ما لها آخر... جايين عالبيض. الفساد ماخذين الترتيب الأول لكم».
أنا: لو سمحت لو سمحت، شوف هذا يمكن كان منذ فترة، ولكن لازم تعرف انه الكويت دخلت عهد جديد، شوف نتائج الانتخابات شوف الحكومة الجديدة والمجلس الجديد... كلها أمور تبشر بالخير... والأمور للأحسن إن شاء الله.
الديك: انت قصدك إن الأمور بتتسنع، شوف مادام موجود «حو ويو» ماكو فايدة بيستمر يعفس فيكم ومالكم راحة في البلد... وشوف حكومتكم بلش عليها الهجوم قبل لا تحلف.
أنا: «حو ويو» منو هذا؟
الديك: بعدين أقولك... عموماً بسألك طول فترة «الكورونا» شنو عملتوا لبلدكم بالمقارنة لما عملتوا للبلاد الأخرى؟. أنا وبسرعة: عدلنا الشوارع.
الديك: انت مقتنع... جربتوها؟
أنا: الحمدلله ما جانا مطر عشان نعرف.
الديك: طيب تقدر تقولي شنو صار على الأموال العامة المسروقة: (التأمينات/ الناقلات/ الداو/ الصندوق الماليزي/ الاستثمارات/ صفقات الأسلحة/ وغسيل الأموال) وغيرها؟
أنا: ما يضيع شي عند الله.
الديك: تقدر تقولي ليش سعر المتر عندكم أغلى من كل دول الخليج مع انه لا نهر ولا جبل ولا طقس؟ ليش الدولة ما تحرر الأراضي؟
أنا: انت شتبي؟ كل شي بتعدل إن شاء الله. متفائلين بالعهد الجديد.
الديك: تقدر تقولي ليش كل مشروع عندكم لازم يكون له كفيل كويتي؟
أنا: السبب بسيط، إذا صار تأخير أو عدم إنجاز بالمستوى المطلوب يحاسب الكفيل.
الديك: عطني مشروع واحد انتهى بنفس موعده وبنفس سعره.
أنا: مشاريعنا وايد... ما أدري، لا تضيعنا ما قلت لي «حو ويو» منو؟
الديك: بعدين أقولك.
تقدر تقولي ليش ما تعطون المستشفيات ذات المباني الضخمة الجديدة لمستشفيات عالمية متخصصة تديرها وجامعتكم التي احترقت مرات عدة وبنائها في ربع قرن لجامعات عالمية تديرها، بدل ما تكون جامعتكم الآن خارج نطاق المنافسة.
مع الاحتفاظ بالعناصر الكويتية لزيادة الخبرة.
أنا: يمكن ما عندهم كفيل.
الديك: يعني جامعة هارفارد تنطر كفيل يعتمدها في الكويت أو مستشفى مايو كلينك تبي كفيل. لا يا الحبيب هذا «حو ويو» موجود مالك أمل.
أنا: «حو ويو» منو هذا؟
الديك: بعدين أقولك. تقدر تقولي ليش الحكومات والمجالس السابقة ما حلت مشكلة غير محددي الجنسية؟ مع أن القضية وايد سهلة، مثلاً (أهل إحصاء 65 يتم تجنيسهم، أبناء وأحفاد الشهداء يتم تجنيسهم، أصحاب التخصصات النادرة مثل الطب والتمريض يتم تجنيسهم بشرط خدمة عشر سنوات في القطاع الحكومي وهكذا ما يبقى عندك غير اللي معروف أصلهم وفصلهم وعند لجنة بويوسف الفضالة الملفات موجودة لم تجنس المستحق والذي يمكن الاستفادة منه (أعمال جليلة وتخصصات نادرة) حيكون الكل معاك ضد المدعي والذي يخفي جوازه وأصله.
أنا: موضوع الجنسية مو شغلك. المهم «حو ويو» منو هذا؟
يرن النقال وإذا السكرتير يقول لي:
بو أحمد اليوم الأربعاء ما أرسلنا مقالك للجريدة. لذا، أعتذر عزيزي القارئ عن عدم كتابة مقال هذا الأسبوع.
ولعلي أجد منكم من يفسر لي هذا الحلم مع الشكر.
وعلى الخير نلتقي...