الحياة نعمة، وبمقدار ما تستوجب الشكر، بقدر ما تستدعي التفكر في كيفية عيشها والاستمتاع بها وتحمل تبعاتها بكل ما فيها من مسرات غامرة وأحداث سعيدة وأخرى غير ذلك تماماً.
الحياة نعمة بكل ما فيها أيضاً من فرص ذهبية وعطايا وهبات ومكافآت. لطالما كنت دوماً أكثر امتناناً لله على ما وهبني من نعم وفيرة لا يمكنني بالطبع احصائها بمقال، وأنا أفكر في تحبير أو كتابة مقالي الذي اخترت أن يكون عن رحلة الحياة التي ينبغي علينا أن نعيشها بجدارة، نستمتع بما وهبنا الله من قوى عقلية تشع ذكاءً وقوى دماغية تمنحنا مُتع ورغبات، وتحفزنا لوضع خطط ومشاريع وبرامج نعيش بها الحاضر ونستشرف المستقبل وآفاقه بثقة واقتدار.
يقيني أن رحلة الحياة تستدعي أن يكون ثمة أمل، وعمل، عطاء وبذل وايثار وتضحيات، فاذا لم تكن كذلك سمها أي مُسمى إلا ان تكون «حياة»، هي رحلة ينبغي أن نعيشها بكل تفاصيلها اليومية بشغف، فلا أحد يدري متى ينتهي وجوده المادي على ظهر الأرض بعد سنوات أو عقود من العيش والوجود.
فالواجب على الإنسان أن يفتح قلبه للأمل وللحياة وأن يتطلع إلى الغد بكل تفاؤل خصوصاً أن شعور الأمل هو المحرك لحياة كل فرد فلا يمكن أن نعيش من دون أمل، لهذا علينا أن نبحث عنه ولو كان ضئيلاً فاللؤلؤ يخرج من المحار الذي لا فائدة له إلا أن اللؤلؤ الثمين يعيش في داخله بعدما كان بقايا تراب، فمن التراب يخرج اللؤلؤ غالي الثمن، فالأمل يجب أن يكون هكذا لا يأس معه، فمن الظلام نصنع النور، ومن اليأس نبني المستقبل، ولهذا علينا أن نفتح قلوبنا للحياة بكل تفاؤل ونتطلع لمستقبل أفضل.
إن تخطي الصدمات والعثرات والأزمات مهم جداً في حياة الفرد لكي لا يقف عند أول مشكلة تواجهه وتتوقف حياته، بل على كل فرد أن يتعلم أن ما يواجهه من صدمات وأزمات ما هي إلا محطات عابرة يجب ألا تترك أي أثراً بل يجب تحويلها إلى طاقة إيجابية للانطلاق بعدها إلى الأمام بأكثر قوة وإصرار لتحقيق النجاح، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
إذاً، نحن في رحلة مستمرة، بيد أنها مهما طالت فإن مصيرها الوصول إلى نهاية، وما بين بداية ونهاية نودع أحباباً ونستقبل آخرين، نبكي أحياناً ونضحك أحياناً أخرى، تتجمد مشاعرنا في لحظات أمام أحداث الحياة وتقلبات الدهر المباغتة، فلا يكون لصوت مشاعرنا صدى، ونهر الحياة الهادر لا يتوقف أبداً ولا يكف عن الجريان، علينا في هذه الحياة الموقتة أن نُعطيها حقها من التقدير وبالاستمتاع بما وُهبنا من نعم وما هُيئنا له من أدوار، والأكثر أهمية ألّا نخطئ في تقدير حجمها الحقيقي فهي مهما طالت ستظل قصيرة مآلها إلى زوال.
لنحيا تفاصيل كل يوم جميل يمر علينا، ولنجمع منه الذكريات الجميلة والمواقف السعيدة ونحتفظ فيها في خزينة قلوبنا، نلجأ إليها عندما تستدعي الحاجة والضرورة لنستعين بها ونتعكز عليها لنتجاوز الظروف الصعبة ونتعافى من أثارها والوقوف من جديد.
هذه الحقائق الجوهرية عن رحلة الحياة من المهم أن ندركها ونعقلها، فلا يخدعنا ظاهرها عن الجوهر، فالحياة ما هي إلا لحظات عابرة.
Twitter: t_almutairi
Instagram: t_almutairii
Email: talmutairi@hotmail.com