من منظور آخر

كيف تتصرف عندما تتعرض للظلم؟

تصغير
تكبير

عندما نتطرق إلى الحقوق الإنسانية البدهية للإنسان، وعن انتزاع تلك الحقوق، أي اننا نتحدث عن الظلم، والقهر، وضياع سنوات العمر، وعن الخسارات المتتالية، فما هي أنسب طريقة لتخبر الظالم بأنك مظلوم؟ وكيف يمكنك أن تسترجع حقك ممن انتزعه؟

هل هناك أسلوب موحد يجب اتباعه للمطالبة بالحقوق المسلوبة؟ وهل على النساء خفض أصواتهن عند المطالبة بالحقوق لكونهن نساء؟

تقول نوال السعداوي: «يربون البنت الصغيرة منذ طفولتها على أنها جسد فقط، فتنشغل به طوال حياتها ولا تعرف أن لها عقلاً يجب أن تنميه».

نوال السعداوي هي إحدى أهم النسويات المعاصرات في الوطن العربي، والتي كان لها تأثير واضح على النساء والمجتمع بأكمله، ولقد كانت السعداوي صوتاً قوياً خارجاً عن نمطية المجتمعات العربية، والذي لم يكن له قبول في ذلك الوقت، ولا يزال مع الأسف، وبالرغم من سجنها وآرائها القوية تجاه الخطابات التي اعتبرتها ذكورية وعنصرية، إلا أنها ظلت على صلابتها وقوتها.لم تكن جميع النسويات بتلك القوة فقد كانت بعضهن يخففن من حدة خطاباتهن ليتماشى مع الرأي الذكوري السائد في المجتمع، ومجاراة مصالح الذكر حتى حين المطالبة بحقوقهن، حفاظاً على أمنهن وحرياتهن، ولذلك نلاحظ أن المطالبات والخطابات لا تتعدى بعض الخطابات المقبولة مجتمعياً أو حتى أنهن يستخدمن لغة وصوتا مناسبا لمعايير المجتمع.

مر على خطابات نوال السعداوي سنوات عديدة ومازالت تعاد تلك الخطابات في عالمنا العربي وتخيف المجتمع نوعاً ما، وهذا ما شاهدنا من خلال حملات مقاطعة المكتبات التي توافر كتبها، فخطاباتها لا تزال لها صلة قوية بعالمنا العربي، ولا تزال مطلوبة، فالتاريخ الطويل من التمييز ضد النساء خلف عدداً كبيراً من النساء اللاتي يمتلكن الفكر الذكوري دون وعي منهن لتأثير ذلك الفكر على حياتهن وإنسانيتهن.

الكثير من النساء هنا يعتقدن أن الصوت العالي مبالغة، والمطالبات بالحقوق يجب أن تكون بأسلوب «ناعم» كما يطلق على جنس النساء، ولأن الحدة والقوة تقلل من أنوثة المرأة كما صور المجتمع، فيطلب المجتمع من المرأة أن تتحدث بطريقة مهذبة وصوت خافت لطلب النظر إلى قضاياها بطريقة أكثر عطفاً وشفقة، وهذا ما رأيناه دائماً في طريقة التعامل مع النساء فإما أسلوب مهذب يقابله العطف وإما القوة ويقابلها النفور.

بالتالي بعض النساء يستخدمن الطرق غير المباشرة أو الامتيازات التي لديهن للحصول على حقوقهن، بالتالي يعتقدن أن الحركات النسوية أمر مبالغ به، متناسين أن للنظام الذكوري قوة وسلطة كفيلة بتهديد أمنهن وراحتهن، وهذا ما يدفع بعض النساء لاستخدام (الأساليب الخاصة) لتحقيق أهدافهن أو حتى لضمان استقرار حياتهن، أؤمن أن المرأة لها حرية التصرف، لكن عندما يكون لغرض أو مصلحة لم تعد هناك حرية. المرأة في مجتمعاتنا تستخدم كل الطرق الملتوية التي تستطيع بها الحصول على حقوقها دون أن تطلبها بشكل واضح.

حان الوقت لانتزاع الحقوق بصوت مسموع وبطريقة مباشرة وألّا تخجل أي امرأة من متطلباتها لأنها حقوقها، والحق أمر لا يخجل المرء من المطالبة به.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي