بداية، يحزننا هذه البداية غير المتوقعة من صدور مرسوم تشكيل الحكومة ومن ثم إلغاؤه، وتحديد جلسة الافتتاح ومن ثم إلغاؤها، والدخول في خلاف وشبهات دستورية، الله يستر من نتائجها على المجلس وأعماله وقراراته. كنا نتمنّى أن تكون البداية توافقية وفي جو من التعاون والتفاؤل بين النواب ورئيس الحكومة، الشعب ينتظر الحلول لمشاكله العالقة منذ سنوات، ينتظر حلاً لأزمة القروض والإسكان وتطوير التعليم، والتركيبة السكانية وتطوير الصحة وحل قضية «البدون» وغيرها الكثير من القضايا، إن كانت هذه البدايات، فالله يستر من النهايات.
أتمنّى تجاوز خلاف جلسة الافتتاح والبدء في أعمال المجلس لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين، البلد عانى كثيراً في السنوات الأخيرة من الفساد وتأخر التنمية وعدم اللحاق بركب الدول المتقدمة والمتطورة، العالم متسارع والتطور والنهضة لا تنتظرك، فإما نكون مستعدين لملاحقة ومواكبة هذا التطور والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي والرياضي والاجتماعي، وإلا سوف نكون متخلّفين عن العالم وفي ذيل القائمة في كل التصنيفات العالمية وفي كل المجالات.
الشعب الكويتي ملّ وسئم الصراعات السياسية وحالة عدم الاستقرار التي كانت ملازمة للبلد في السنوات الأخيرة، لقد آن الأوان أن تدرك السلطتان أنهما أمام فرصة تاريخية للتعاون والإنجاز والعمل، فوجود دعم من القيادة السياسية للإصلاح وطرقه ووجود رئيس وزراء متعاون وأغلبية برلمانية إصلاحية، إذاً، ما العذر في عدم الإنجاز؟ الشعب ينتظر منكم الرفاهية والانتعاش الاقتصادي وتحسين مستواه المعيشي وغيرها الكثير الكثير، فإذا لم يتم ذلك في هذه الظروف فالتاريخ سوف يسجل أنكم قمتم بتفويت فرصة تاريخية للنهوض بالبلد وحل مشاكله وتحسين مستوى مواطنيه.
خاطرة...
يقول حكيم: (الوفاء مقياس الأخلاق فكم مقدار وفائك هو مقدار أخلاقك).