الفيلم يختتم مسيرة 5 أجزاء تلفزيونية
«الهيبة» السينمائي... مفاجأة متوقعة!
«الهيبة» سينمائياً لا يختلف عن «الهيبة» تلفزيونياً... إلا أن نهايته كانت مفاجأة متوقعة.
الكلام عن عدم الاختلاف في الفيلم الذي تحتضنه دور العرض السينمائية في الكويت هذه الأيام، يعني أنه مستمر في أجواء التشويق و«الأكشن» والمغامرة، تماماً كما اعتاد أن يشاهد جمهور المسلسل التلفزيوني على مدار خمسة أجزاء. أما الحديث عن النهاية المفاجئة المتوقعة، فهي نابعة من الشخصية التي أطلقت رصاصة النهاية، مختتمة جولة جديدة كانت عنصراً مهماً ومحورياً في جميعها.
خلال السنوات الماضية، استطاع العمل السوري - اللبناني، أن يُكوّن قاعدة جماهيرية كبيرة على نطاق الوطن العربي، من خلال ما طرحه من القصص المتنوعة والمنبثقة من قلب قرية الهيبة، والتي كان محورها جبل شيخ الجبل (تيم حسن) وعائلته وصراعهم في كل جزء مع «عدو» جديد، متجذّر من الرأس المدبّر دائماً لكل ما يحدث.
وهنا يمكن القول إن المغامرة الحقيقية جاءت من الشركة المنتجة «سيدرز آرت - صبّاح إخوان»، عندما قرّرت تحويل ذلك كله إلى فيلم سينمائي لا تتجاوز مدته المئة وأربع دقائق فقط!
القاتل لم يمت
«الهيبة» السينمائي كان متنوّعاً في كل شيء، بدءاً من نطق الفنانين للغات تنوعت بين العربية والتركية والبلغارية، مروراً بتسلسل الأحداث وربطها بأجزاء من العمل الدرامي، ووصولاً إلى تقديم المخرج سامر البرقاوي تنوع في التأثيرات البصرية، ما أضفى روحاً وجمالاً على الصورة مستفيداً من الطبيعة الخلابة، بحسب ما كانت تتطلب الأحداث من تنقل نجومه بين مناطق في تركيا وبلغاريا.
فالقصة بشكل عام انطلقت بشكل فعلي عند اكتشاف جبل مع أهل قرية الهيبة بأن ناظم العالي، الملقب بـ«الختيار» (رفيق علي أحمد) وهو قاتل والده لم يمت - كما اعتقدنا في الجزء الثاني من المسلسل - وبأنه متواجد في بلغاريا بعد محاولة المافيا هناك قتله، وبأن الجثة الموجودة داخل القبر في قرية الهيبة تعود إلى رجل آخر. ومن هنا ينطلق جبل مع بعض من مساعديه، وبعد أمر من والدته (منى واصف) برحلة السفر إلى بلغاريا عبوراً بتركيا لإتمام عملية إعادة ناظم إلى قلب الهيبة ثم قتله.
تصفية حسابات
خلال ذلك يصطدم جبل بعميلة تصفية حسابات أخرى قديمة مع ابن آل السعيد الذي يعيش مع جده في تركيا والذي تتلخص مهمة الأخير في تأمين الطريق لجبل للقدوم إلى تركيا ومنها إلى بلغاريا تهريباً. ويحيك مؤامرة (خيانة) بمساعدة «الختيار» ليوقع بجبل فريسة في يد المافيا، ما يؤخر مهمته نوعاً ما.
ومع تصاعد الأحداث، يكتشف جبل هذا الأمر وينجح في التخلص من محاولة القتل بمساعدة فتاة (زينة مكي) التقى بها صدفة، وينتصر في نهاية المطاف على كل رجال المافيا، ويعيد ناظم العالي إلى الهيبة ليلقى حتفه برصاصة تطلقها... «أم جبل» نحو صدره، هي التي اعتادت خلال أجزاء المسلسل الشد من عزيمة ابنها ليستمر في فرض هيبته في سبيل إبقاء اسم زوجها «سلطان شيخ الجبل» عالياً كما كان.
معاناة المهاجرين
وتناول الفيلم خطاً إنسانياً جميلاً يتعلق بمعاناة المهاجرين ممن يحاولون العبور من دولة إلى أخرى بحثاً عن الأمان بمساعدة المهربين. وعلى الرغم من أن المشهد بهذا الشأن لم يتجاوز الدقائق، إلا أنه استطاع أن يضيء على شيء بسيط مما قد يتعرضون له من الضرب والإهانة وفي أحيان كثيرة القتل.
يذكر أن فيلم «الهيبة» من كتابة مشتركة بين عصام بوخالد وسعيد سرحان وسامر البرقاوي، وإخراج الأخير.